محمية دبين جمال الحياة والطبيعة *** بقلم غالب سالم عياصره

محمية دبين جمال الحياة والطبيعة *** بقلم غالب سالم عياصره


تشتهر جرش بتنوع المعالم السياحية فيها ، فهي تحتوي على المدينة الاثرية المتكاملة ، كما ان اهمها موقعها الذي يتوسط اربع محافظات، عمان، اربد ، المفرق، وعجلون اكسبها اهمية خاصة، اذ تعتبر غاية في التنوع الجمالي الاخاذ ، حيث تحيط بها المناطق الجبلية كلما اتجهنا غربا ، تلك الجبال النضرة التي تكسو طبيعتها الاشجار المتنوعة ، بالسحر والجمال في فصل الربيع ، والمكان الامثل للسياحة والترفيه والترويح عن النفس والاستجمام في ايام الصيف .

وقد حباها الله بكثرة ينابيع المياه المنسابة كالشرايين على ارضها ، تروي بساتينها ومنابت زرعها ، ففي خارج مدينة جرش وعلى ذرى جبالها المتوسطة الارتفاع الى العالية ، تختال وتزهو العديد من البلديات والكثير من القرى ، بجمال الطبيعة ونقاء هوائها ، فيطيب للسائح الاقامة وللزائر حب المكان ليعود مرات ومرات ، خاصة اذا كان المكان محمية طبيعة تتربع على ذرى جبال دبين ، ترتع غزلانها من خيرات اشجارها وتصافح شفاهها ايدي الصغار وهي تطعمها في المساء والصباح يؤمه الناس من كل مكان ... وقفت الغزلان تغازل عيونها عيون الاطفال في الصفاء والنقاء تلتهم من يدهم ما يقدمه هؤلاء تتمتع بما يطعمونها ويتمتعون برؤيتها يلتقطون الصور بجواريها ومعها .

محمية تقع الى الغرب من متنزه دبين وتعتبر جزء منه، لكن امتدادها الطبيعي يتعدى دبين ليصل الى منطقة خلابة ساحرة ، اكتمل جمال الحياة والطبيعة فيها، بان من يقف على ارضها المطلة على كامل غابة دبين ، تشرئب عينيه لتسيطر على مساحات واسعة ، من سد الملك طلال وحتى ابعد مدى مما يستطيع النظر ان يصل اليه من الارض ، التي تبدو امام المتأمل لوحة فينة رسمتها الطبيعة بإتقان ودقة ، استخدمت الاشجار والأحجار والتلال ولهضاب والأودية الوانا ، تزخرف بها لوحتها بدلا من الالوان الصناعية .

فما اجمل ان تقف على مرتفع تلة الرز والمحمية التي هي امتداد له ،بعد ان تجتاز شلال من الاشجار الحرجية التي تمتد من سيل الزرقاء مرورا من امام بلدية ساكب الى ان ينعطف المسار بك لتكمل رحلة الجمال الى منطقة الحسينيات ـنجدة عبر شارعها الذي شهد العديد من سباقات الرالي في عهد جلالة الملك الحسين بن طلال ـ طيب الله ثراه ـ ...

مرحلة من مراحل سباق الرالي فما تزال تزهو بثوبها العرائسي ترحب بمن زارها ومن لم يحالفه الحظ بتلك الزيارة كي يشاهد يستمتع ويستجم بعبق الحياة .

بوابة الكرامة الالكترونية طافت المكان وحاورت المهندس الزراعي عمر الفقيه مساعد مدير زراعة جرش سابقا وهو ممن كان لهم بصمات وإطلالة في المتابعة والعناية والرعاية لهذه المحمية التي تقع غرب متنزه دبين على بعد الفي متر من قرية نجده .

غزلان الايل الاسمر

المهندس الزراعي عمر الفقيه مساعد مدير زراعة جرش سابقا قال ان محمية الغزلان تقع في اعلى منطقة من غابات دبين في بلدة نجد ه وتبلغ مساحتها ( 186 ) دونما حيث تم تأسيسها عام 2000 بمائة غزال وهي الان تحتوي على ما يقارب 200 الى 220 غزال وهذا النوع من الغزلان يسمى الايل الاسمر .

وأكد ان هذه المنطقة هي الموطن الاصلي لمثل هذا النوع من الغزلان وهي كانت تعيش في هذه المنطقة إلا انها اختفت فترة من الفترات من المنطقة وربما يرجع ذلك الى الصيد الجائر والحروب التي شهدتها المنطقة في فترات مختلفة والى ظروف بيئة وطبيعة سادت في مرحلة ما ادت الى انقراض هذا النوع من الغزلان .

وأضاف المهندس الفقيه ان هدف المشروع هو اعادة هذا النوع الى موطنه الاصلي وحمايته من الانقراض و المساهمة في تنوع الحياة البرية وتوفير الحماية لها من خلال انشاء مثل هذه المحميات التي تسهم الى حد كبير في ايجاد مناخ ملائم لكافة الحيوانات المتواجدة في المكان ومنها على سبيل الطيور التي بوجود المحميات تستطيع ان تتكاثر وتستوطن في المنطقة

وأوضح المهندس عمر الفقيه ان محمية الغزلان ساهمت في زيادة الحركة السياحية حيث اصبحت المنطقة تعتبر كمزار للمتنزهين وعملت على تعريف المكان الذي كان موجودا في السابق وإبرازه حتى اصبح يؤمه آلاف الناس خاصة الجمعة والسبت على الرغم من انها لا تحتوي على ابسط انواع الخدمات السياحية .

وأكد المهندس الفقيه ان المنطقة مهيأة لان تكون ذات جذب سياحي من خلال الاستثمار وهذا يساهم في المحافظة على الاشجار وزيادة الاحياء المتنوعة والحد من الصيد الجائر وأعمال الحرائق . وانوه الى ضرورة ايلاء المنطقه اهمية خاصة وإقامة بعض المرافق الصحية العامة وإعداد ساحات للسيارات.

السيد حاسم عيسى زرق الله مقدم متقاعد قال المحمية ساهمت في تنشيط السياحة الداخلية للمنطقة إلا انه لابد من إزالة الحفر والمطبات العشوائية التي تم وضعها بدون مواصفات هندسية مما تسبب في الحاق ضرار كبير في سيارات المواطنين

وأكد المقدم المتقاعد حسام عيسى ان منطقة ساكب بحاجة الى اشارة ضوئية عند تقاطع شارع جرش عجلون الرئيسي مع الشارع الفرعي المؤدي الى منطقة الحسينات نجده وذلك لتنظيم عملية المرور في مختلف الاتجاهات

وأضاف ان الطريق الى المحمية بحاجة ماسة الى توسيعها وتعبيدها وإنارتها حتى يستطيع الزائر قضاء وقتا كافيا في المنطقة وإبراز المنطقة بالشكل اللائق

ونوه السيد حسام الى ضرورة وجود دورية شرطة في الموقع ايام العطل الرسمية لتنظيم السير وتأمين الحماية للأهالي الموجودين اضافة الى امكانية احضار انواع اخرى من الحيوانات ووضعها داخل المحمية من اجل التنوع .

وتبقى الطبيعة المجال الارحب للمتعة والحرية والحياة للخروج من ضغط العمل وروتينه والانطلاق الى الماء والخضراء والوجه الحسن بعيدا عن عالم الشقق والأبواب المغلقة .