إرادة .. ونهضة شعب *** بقلم الصحفي غالب سالم عيا صره
ايام حالكة عصيبة اثقلت الأمة العربية ،التي نهضت ثائرة لتوها على حكم عثماني قهر واستعبد الانسان
العربي ، وأورثه قرونا من التخلف والفقر وسوء الحال , فنجح هذا الشعب العربي في دحره بإطلاق
رصاصه اضاءت ليل طويل من البؤس الشقاء والألم ، انطلقت من يد خيرة معطاءة لا تخاف إلا الله ، لا
تعرف الجور والسكوت على ظلم ، تلك اليد الشريفة النقية يد الشريف الحسين بن علي ـ طيب الله ثراه ـ
التي حملت هم الامة ، وأشعلت مشعل الحق ، يزيح ليل الباطل ويمسح الدمعة عن عيون الارامل ، اللاتي
راح ازواجهن وقودا للحروب وبعضهم مات تحت التعذيب على حبل المشنقة ، لرأي.. دافع عنه وكلمة حق
افصح عنها غير ابه بما يصيبه بعدها .
ومضى شريف مكة يلهب ربعه يحث جنده الى تحرير البلاد ، من طغاة الامس وجبروت سياسة التتريك ،
قوة عربية ساندة دول الحلفاء ـ على رأسها بريطانيا ـ التي قطعت على نفسها العهود ، من خلال مندوبها
السامي مكماهون بإنشاء دولة عربية مستقلة ، ضمن حدود تم بحثها في العديد من الرسائل لا مجال
لذكريها ، وأوفت الثورة العربية الكبرى بعهودها لبريطانيا ساندة عملياتها في المشرق العربي وساعدتها في
القضاء على معاقل الاتراك من اجل ان تحقق نتائجها وأهدافها وغايتها
فخاضت القوات العربية التي قاد جيوشها ابناء الشريف حسين بن علي معارك كثيرة حققت نتائج باهرة مكنت
القوات البريطانية من التقدم وفتحت الطريق امامها وكانت الدليل لها ، الى ان وضعت الحرب اوزارها وجاء
وفاء الدين ، فإذا ببريطانيا تتنصل من كل وعد قطعته على نفسها ، وتفرض سيطرتها على البلاد العربية
بالوصاية والانتداب والاحتلال
حينها بدأت شمس الحرية تسطع بقوة وارتفع صوت المطالبة بالوفاء وإقامة دولة عربية مستقلة فكان لا بد
من تحرك جيش بقيادة الامير عبد الله المؤسس من الحجاز الى الاردن ليساند مملكة اخيه فيصل في سوريا
ضد القوات الفرنسية المجهزة بأحدث الاسلحة انذاك وخاض الجيش السوري معركة ميسلون بقيادة البطل
يوسف العظم الذي استشهد لتدخل فرنسا وتحتل سوريا عسكريا بقيادة غوروا
فمن لحظة وصول الامير عبد الله الاول الملك المؤسس الى معان يمكننا القول بان نواة الدولة الاردنية بدأت
وأخذت الحياة السياسية طريقا جديدا للحصول على الاستقلال حيث مرت بالعديد من المنعطفات السياسية
القاسية والصعبة ، الى ان تمكن جلالة الملك عبد الله انتزاع الاستقلال للأردن ، والاعتراف به دولة ذات
سيادة قانونية في الخامس والعشرين من ايار عام الف وتسعمائة وست وأربعين ، فكان هذا يوم استقلال
لوطننا يحكي قصة مسيرة خالدة ، أرسى قواعدها وقادها كوكبة الهاشميين ونسجها معهم أبناء هذا الوطن
الغالي بالدم والعرق والتضحيات ، ليكون الأردن العربي الهاشمي الديمقراطي البوابة الأقدس للتقدم والنماء
والاستقرار ، يرسخ البعد التاريخي والديني بالمعنى الحقيقي ، في رؤية شاملة لقيادة هذا الوطن التاريخية ،
المحصنة بشرعية دينية ودستورية وثوابت راسخة تستند لمبادئ ثورة العرب الأولى ... الثورة العربية الكبرى
بمنطلقاتها وأهدافها العظيمة .
ففي هذا اليوم المجيد نستذكر بالفخر والاعتزاز ثورتنا العربية الكبرى ، وقائدها المغفور له الحسين بن علي
ومشروعها العربي الوحدوي ، والشهداء الابرار من آل هاشم ومن الرجال الذي آمنوا بربهم وقيادتهم
ومبادئها وكانوا قرابين تضحية ، فداء للوطن الذي ننعم نحن وأجيالنا بانجازاته عبر مسيرة الوطن والقيادة
الهاشمية ، وما انجز لإنسانه منذ الاستقلال وحتى هذا الزمن.
كما يفرض علينا الواجب والوفاء أن نذكر بكل الاجلال والتقدير المغفور له جلالة الملك عبد الله بن الحسين
المؤسس ، صانع الاستقلال ومثبته بالفكر والرأي واستشراف المستقبل ومعرفة الاحداث وتحليلها ونتائجها.
ولن ننسى من عشنا وخضنا وإياه كل معارك الوجود الحضاري والتنموي ، وبناء مقومات الدولة
الاردنية،الملك الانسان الحسين بن طلال طيب الله ثراه، حيث الانجازات التي تحققت في عهده الميمون ، ما
زالت شامخة تعلو وتكبر مع سيد الوطن ورائده جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين يحفظه الله ويرعاه.
فبفضل سياسته الحكيمة أكسب الأردن مكانة مرموقة بين الأمم والدول ، تلك السياسته المتوازنة القائمة
على المصداقيته في التعامل مع مختلف القضايا، الثنائية والإقليمية والدولية لمواجهة مستجدات الوضع
العربي الراهن ، بعمل جاد وفعال وبروح أخوية صادقة فضلاً عن بناء جلالته للشباب والوطن عن طريق
المشاركة الواعية في مناحي الحياة ....
كل عام والعائلة الهاشمية بألف خير
حفظ الله الأردن وقائد الأردن و شعب الأردن
