مؤسسة المتقاعدين العسكريين صندوق التكافل والتضامن المعنى والأثر *** غالب سالم عياصره
نشأت قيم التضامن والتكافل في التراث الثقافي العربي والإسلامي في حضارة العرب قبل الإسلام ، على أسس عصبية قبلية وعشائرية ومصلحيه ، وحينما ظهر الإسلام ارتقى بهذه القيم وجعلها غاية كبرى لدعوة النور والتوحيد والأخلاق في إطارها الكوني والإنساني ، فأنت حين تقف الى جانب جارك ، تعزيه بوفاة فقيد أو حين ترعى يتيماً ، أو عندما تحسن لفقير أو تشارك ناسا فرحهم فانك تعبر عن تضامنك وتكافلك بأسلوب فردي بسيط . إلا ان المعنى الجمعي للتكافل والتضامن تشكل قيم ثقافة وأطر حضارية تتمثل في الدفاع عن حرية الانسان وكرامته ، والوقوف ضد الحروب والشرور والخراب الذي قد يهدد بقاء البشرية وحضارتها.
ومن التعريف البسيط للتكافل والتضامن انتهجت مؤسسة المتقاعدين العسكريين نهجا رائدا رياديا في ترجمة التكافل والتضامن فشقت نسقا للتواصل والتكافل لخدمة المتقاعد وأسرته بمأسسة مفهوم التكافل والتضامن فأوجدت صندوقا متخصصا يترجم رؤية وثقافة وتطلع ادارة هذه المؤسسة الخيرة لرعاية وتحسين ومشاركة المتقاعدين حياتهم العامه ، وتكريس المفهوم القرآني الذي يؤكد على التعارف والتعاضد بين ابناء الشعب والقبيلة ، كي يسود بينهم روح المودة والرحمة والعدل والمساواة والتقوى ، قال تعالى "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى ، وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا ، إن أكرمكم عند الله اتقاكم". وقال تعالي ايضا : "وتعاونوا على البر والتقوى". وقد دعا الحديث الشريف إلى التكافل بين المؤمنين ، ومعاملة الناس بالحسنى ، و رصّ الصفوف والتناصح والحرص على المصلحة العامة ، ونبذ الخصومات ، والإصلاح بين الناس ، ومساعدتهم قال صلى الله عليه وسلم "الدين النصيحة" – رواه مسلم- ,وقال ايضا : "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه" –متفق عليه- وقال صلى الله عليه وسلم : ""من لم يهتمّ بأمر المسلمين فليس منهم" – الطبراني- و مؤسسة المتقاعدين هي الركن الاعتباري الذي يمثل المتقاعدين العسكريين حيث سعت الى زيادة التماسك والتراحم والإخوة بين المتقاعدين بعضهم ببعض ، وبين مؤسستهم من جهته اخرى .
فكان صندوق التكافل والتضامن شجرة غضة ندية يانعة ، زرعتها المؤسسة بجهد الخيرين العاملين وفي مقدمتهم مديرها العام اللواء الركن المتقاعد عبد السلام الحسنات ، لتعطي أُكلها وتنسج عرى التواصل و تكفل التماسك بين المتقاعدين . وتؤكد الأخوة بين المتقاعدين و هو ما دعا اليه الإسلام ، لقوله – صلى الله عليه وسلم - : ( وأن تحب لأخيك ما تحب لنفسك) . وكذلك اقامة التعاون بينهم على البر و التقوى بأن يشعر الفرد بأن عليه واجبات تجاه اخوانه المتقاعدين لابد تأديتها و أنه
جزء في خدمة الكل يتعاون مع الآخرين من خلال انتسابه الى مؤسسته واشتراكه بصندوق التكافل والتضامن ، لقول الله تعالى في كتابه العزيز : ( و تعاونوا على البر و التقوى ولا تعاونوا على الإثم و العدوان)
فهذا التعاون تسعى الى ترجمته المؤسسة الاقتصادية والاجتماعية للمتقاعدين العسكريين والمحاربين القدماء فعلى كل متقاعد ان يشترك في هذا الصندوق لكي يحقق اهدافه ويكون يدا للخير دائما .
