تحت ركام الانانية *** غالب سالم عياصرة
يداعب صباها الامل .. صافية .. حورية على الارض .. سكنت من البيوت أبسطها سارت تطلب العمل لتشق طريقها للعلم .. رحلت امها الى غير رجعة وبقي ابوها مقعدا مريضا طوى الالم صفحات أحلامه تاركا عيناه تنظر مساحة المكان وثلاث بنات وأخ يكبرهن يعمل في احدى الشركات حيث تعرف الى احدى الفتيات وتزوج منها .
ليصبح زائرا للبيت والمكان في نهاية الاسبوع ، يتواصل مع ابيه يلاطفه ويعتني به ، و يساعد في حمل جزء من المسؤولية ، يسهم في دفع تكاليف التعليم لأخواته حتى تخرجت اكبرهن ،ومنّ الله عليها بوظيفة معلمة .. فتاة جميلة صاحبة خلق واتزان ممشوقة القامة .. عيون كثيرة ترافقها تحوطها تريدها لنفسها .. تلاحقها حيثما توجهت تطلبها .. فاكثر من شاب تقدم لخطبتها إلا ان اخاها يقف حائلا دون تحقيق الحلم حيث يختلق الاعذار لرد أي شاب يطلب يدها للزواج فما زال الوقت مبكرا وهو يريد ان يتمتع براتبها ويستفيد منها الى ابعد ما يمكن وان كان على حساب حياتها الشخصية ..
مسلوبة الارادة تحلم بان تكون زوجة لكنها لن تتزوج فكل مشروع للزواج يرفض .. ليحرمها متعة الحياة والاستقرار .. تدخل بعض الاقارب باخيها ليوافق على زواجها بعد ان تعدى عمرها الخامسة والعشرين حيث تخرجت اخواتها من الجامعات ..وأصبحن موظفات وهي ما زالت بنتا تدفع ضريبة تعنت اخيها ، ورغبته في جني رواتبهن ليعيش حياته طولا وعرضا غير آبه بمستقبلهن .. زاد ضغط اقاربه ومعارفه من اجل فك اسرهن بالموافقة على ان يمارسن حياتهن الطبيعية وتفتح كل واحدة منهن بيتا مثل الفتيات اللاتي في اعمارهن لكن الطمع غلف قلبه واعمى بصره .
وطافت فكرة في رأسه ان يأخذ قرضا على رواتبهن الثلاث ..حيث لاقت استحسانا من زوجته فشجعته وساهمت في تعزيزها لديه وفي غفلة من الضمير .. اصطحبهن الى احدى البنوك ليقترض ثلاثين الفا على حساب سعادتهن ويبني بيتا فخما ويشتري سيارة حديثة وراح يتنعم بما لذ وطاب .
واختفى الامل من حياتهن في الزواج ..فكلما حضر شاب الى خطبة احداهن .. معجب متحمس ، يريد العفة والسكينة يتفاجاء بان فتاة عمره التي جاء من اجلها .. مدينة بمبلغ عشرة الالاف دينار يغادر المكان بلا عودة ، بعد ان يكسر قلبه ويشيع الامل بالزواج منها الى مثواه الاخير ،سار قارب العمر و اصبح عمر اصغرهن يقارب الاربعون عاما .. ومات الأب بعد ان وضع كل ما يملكه باسم ابنه الوحيد الذي ما زال يمتص شباب اخواته .. يسترد المال الذي دفعه اضعاف .. ضاعت السعادة ، واختفى الجمال تحت ركام الانانية
وحب المال وسلطة الاخ الاكبر.
http://www.alkaramaonline.com/index.php?option=com_content&view=article&id=27399:2012-07-10-20-55-10&catid=105:2011-10-08-08-13-18
