العنقاء
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


ادارة مؤتمرات ندوات تنظيم مهرجانات فنية وعقد دروات في مختلف المجالات الحياتية الانسانية
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 تسابق دقات الزمن *** بقلم الصحفي غالب عياصره

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 152
تاريخ التسجيل : 06/02/2012

تسابق دقات الزمن *** بقلم الصحفي غالب عياصره Empty
مُساهمةموضوع: تسابق دقات الزمن *** بقلم الصحفي غالب عياصره   تسابق دقات الزمن *** بقلم الصحفي غالب عياصره Emptyالسبت سبتمبر 15, 2012 1:51 am

تسابق دقات الزمن *** بقلم الصحفي غالب عياصره


حملت ابنها بين يديها ضمته الى حضنها وسارت تسابق دقائق الزمن تضغط يدها على جبينه لتخفف من الحرارة تقيس وتعاين مع ذعر تملكها حرارة جسده لا تستقر على حال ، تمشي وعيناها ترقب خلفها... سيارات تمر بسرعة عالية لا يلتفت سائقوها الى اشارة يدها ، وطفل ينام على اليد الاخرى ملقى على صدرها ، يئن من شدة لهب الجسم ، كانت تشير وتلوح بذراعها لكل سيارة قادمة ، لكن لا احد يتوقف .. إلا دقات قلب طفلها تبدو خافته بطيئة ، كأنها تريد ان تتوقف استجابة لإشارة يد الام الممدودة للشارع تقلل عنها عناء الطريق واللهث للوصول الى المشفى .. خفّ نبض القلب .. و ذبل الجسد وسكن.. كأنه يفارق الحياة من شدة الالم ، وارتفاع الحرارة تحشرج صدرها ضجرا وسال الدمع من عينيها يترقرق على وجهها ... ضاعفت خطواتها اكثر رغم انقباض قلبها و مرارة حلقها وشحوب وجهها فشبح الموت يقترب من ابنها ..

تضمه اليها لتحميه من ظل يلفها يجتازها كلما حاولت الابتعاد وهمت بالنجاة بابنها الذي انتظرت قدومه عشر سنوات وها هو الموت يدانيه يتسلل الى اعضائه يوخز ويحطم خلايا جسده الضعيف المريض حركت لسانها تهلل وتسبح وتستغفر وهي تتحسس حرارته التي ما زالت بارتفاع وتزيد جسده ذبولا ، لجأت الى الله بالدعاء اللحت وهي ما زالت تتابع الخطى علها تصل قبل ان تتوقف دقات قلبه وهي بين هم وبكاء ودموع ترجو الله بالشفاء ، قلبها معلق ببارئها ، الذي يمدها همة ويزيدها اصرارا وعزيمة على الوصول الى المشفى .. سيارة قادمة صوت محركها يسبقها .. لم يعد امامها مجال للتلويح بيدها قررت ان تغامر بنفسها ووقفت في منتصف الطريق .. ورفعت يدها عله يوقف المركبة .. شاهدها من بعيد .. اطلق الزامور كي تفسح له الطريق إلا انها بقيت ثابتة مكانها .. صوت كوابح المركبة عدة امتار .. توقف .. بدأ بالصراخ .. تقدمت اليه وهو على حاله تطلب ان ينجد طفلها إلا ان الغضب حال دون ان يقدم المعروف داس على مشاعره بقدمه التي غذت المحرك بالوقود وانطلق بسيارته دون ان يلتفت خلفه بعد ان لعن وسب واشبع المكان صراخا ..

مضت عبر الطريق كسيرة النفس تلصق ابنها الى صدرها تسير على قدميها لتصل بعد عناء الى المشفى تلهث وقد جف ريقها وشاخت جوارحها وضعته على السرير ... تنتظر الطبيب ..الذي استدعته الممرضة الى الاسعاف وضع سماعته على صدره وراح يتنقل عبر نقاط فحص مختلفة .. تناول ورقة وكتب عليها دخول فورا حالته حرجة .. استنفر طاقمه الطبي وراح الكل يتابع العمل.. فحص مخبري .. صور اشعة .. اكسيجين ... الخ اجراءات متصلة هدفها واحد انقاذ حياة الطفل ، بقيت شاخصة العينين تترقب ما هو آت ؟؟ هل يعود معها سالما ام يسير كغيره الى الثلاجة في الاسفل ؟؟

خائفة مضطربة النفس هواجس شتى تراودها تحطمها وتحرق قلبها ... صوت الطبيب يقطع شرودها .. مين مع الطفل فلان .. انتبهت ..وبخوف .. صاحت ابني صار فيه اشيء ؟ لا.. لا ... يا اختى وضعه كويس طلب اليها ان ترجع الى بيتها قائلا: ما تخافي مش رح نتركه بحاجه الى علاج لمدة اسبوع ... حان وقت الغروب ..و الطريق بعيدة لن تستطيع العودة للبيت دونه .. و قطعت على نفسها ألا تتركه مهما كلفها الامر فارض الله واسعة تنام حيث ينام ابنها

مدت جسدها على الارض الى جانب سرير ابنها لتستريح قليلا بين نوم ويقظة .. صوت اقدام في الممر استندت الى سرير ابنها يد فتحت باب الغرفة شخص يرتدي لباس ابيض .. صاح من سمح لك بالبقاء مع الطفل .. اقترب .. تعالي معي الى القسم حاولت ان تقنعه بشتى الاعذار لكنه اصر ان تأتي الى القسم .. انصاعت الى طلبه سار امامها وهي تتبعه الى ان وصل الى غرفة ..فيها سرير ومكتب ، التفت قائلا : اجلسي حتى اعود غاب فترة وجيزة تفقد القسم كله كأنه راح يتأكد من نوم الجميع .. الا حارس على الباب بين الصحيان والنوم

.. عاد مسرعا دخل وأغلق الباب ورائه واحكمه ... كانت المرأة تعاني الم طفلها و مشكلة علاجه وأصبحت في تحد لعفتها وسمعتها وشرفها .. نهضت من مكانها .. تناولت سكينة فاكهة تركت على المكتب .. وبصوت هادئ قوي يغلب علية الانفة والعظمة والكبرياء والإصرار قالت : افتح الباب .. افتح الباب قبل ان افتح صدرك .. حاول ان يستدرجها بالحوار والكلام والمراوغة ..رمى بنفسه ليخطف السكين من يدها فغرستها في صدره لتقتل قلبه .. قبل ان يقتل قلبها ..

سقط على الجدار ..تابعت الطعنات حتى اثخن بالجراح اخذت المفتاح .. وفتحت الباب ثم عادت الى طفلها تودعه بعد ان غسلت العار عن نفسها قبل ان تغسل يديها من دم مجرم اراد ان يستبيح عفتها .. خرجت من المشفى تاركة ابنها قبل ان يلوح ضوء النهار من عند الحارس الذي نام ساعات الهدوء التي عكر صفوها اصحاب الانفس الرذيلة وعادت الى بيتها ... وقلبها لا زال في المكان يحوم حول طفلها وجريمتها التي ستضعها خلف القضبان ان عثر عليها لتحرمها الامومة والطفل افاقت من غفوتها وتعوذت من الشيطان .
http://www.alkaramaonline.com/index.php?option=com_content&view=article&id=25671:2012-06-18-12-21-27&catid=105:2011-10-08-08-13-18
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://gale.jordanforum.net
 
تسابق دقات الزمن *** بقلم الصحفي غالب عياصره
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تسابق دقات الزمن *** بقلم الصحفي غالب عياصره
» القتل .......من اجل ؟ *** بقلم الصحفي غالب سالم عياصره
» زهرة قطفت *** بقلم الصحفي غالب عياصره
» القتل .......من اجل ؟ *** بقلم الصحفي غالب سالم عياصره
» يته في الدنيا وبرزخه في الاخره... *** بقلم الصحفي غالب سالم عياصره

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
العنقاء :: الفئة الأولى :: المنتدى الأول-
انتقل الى: