اشجار جمال الارض ومتعة الانسان

بوابة الكرامة الاخبارية -غالب سالم عياصره
الاشجار جمال الارض ومتعة الانسان وملاذ الطيور وهي الغطاء يزين الحياة ويجعل لها رونقا وبهاء وتغطي الاشجار جزء قليلا من مساحة الاردن التي تتركز في بعض محافظاته مثل جرش وعجلون والطفيلة والسلط ولكن الغالبية العظمى تحتلها جرش وعجلون .
وقد وضعت الحكومة الاردنية منذ العشرينات قوانين لحماية الثروة الحرجية من الانقراض ورسمت الخطط التي ما زالت تنتظر ان يزيد الغطاء النباتي فتزدان الارض وتتسع المساحات المزروعة لتكون رئة لأجيال المستقبل القادم وتتغنى الطيور صباح مساء على الاغصان فكان قانون الزراعة الذي ينص على " المادة (34/أ/1) من قانون الزراعة المؤقت رقم (44) لسنة 2002 على أن عقوبة قطع الأشجار والشجيرات الحرجية أو النباتات البرية دون ترخيص هي “، الحبس لمدة ثلاثة أشهر وبغرامة مقدارها مائة دينار عن كل شجرة يتم قطعها من الحراج الحكومي وبغرامة مقدارها خمسون دينارا عن كل شجرة من الحراج الخاص ، وفي كلتا الحالتين تصادر المواد الحرجية والأدوات القاطعة التي يتم ضبطها”.
ولأهمية الغابات بوابة الكرامة التقت مدير زراعة جرش المهندس علي الاسمر الذي استعرض الدور الريادي للحكومة الاردنية للحفاظ على هذه الثروة الخضراء فقال : .
دائرة الحراج
دائرة الحراج من أعرق وأقدم دوائر الدولة الاردنية حيث أنشئت هذه الدائرة منذ مطلع عشرينات القرن الماضي في عهد جلالة الملك المؤسس عبد الله الأول أبن الحسين حيث
صدرت سلسلة من القوانين للحراج والغابات بهدف اعداد وتنفيذ الخطط والبرامج الهادفة لحماية وتطوير وإدارة الغابات والثروة الحرجية وزيادة مساحة الرقعة الخضراء
الحرائق عدو الغابات
وبين مدير زراعة جرش المهندس على الاسمر ان مساحة الاراضي الحرجية في محافظة جرش تبلغ 92 الف دونم ، وتشكل 23% من مساحة المحافظة البالغة 409 دونمات ، معظمها مغطى بالأشجار الحرجية الّلزّاب والسنديان وبعض اصناف اخرى من الاشجار الحرجية ، حيث اضفى هذا التنوع جمالا الى جمال الطبيعة الجبلية المختلفة .
وأضاف المهندس على الاسمر ان الاعتداء على الغابات قديم جديد ينشط في فصل الشتاء ، حيث يكثر الاعتداء على الغابات للحصول على الحطب . منوها ان الخطر يأتي من تجار الحطب ، فهم الفئة الاكثر خطورة ، اذ يقوموا بقطع الاشجار المعمرة من نوع الّلزاب والسنديان بهدف البيع والحصول على المال .
وأكد مدير مديرية زراعة جرش ان الجهد الذي تقوم به المديرية كبير ولا يتوقف ابد ، حيث يعمل كادر المديرية على مدار الساعة ضمن خطة مدروسة ، بهدف حماية الغابات وضبط كل من يقوم بالاعتداء على الغابات ، من خلال دوريات الية وراجلة واستخدام الدراجات النارية . مبينا ان المديرية لديها ثمان محطات زراعية وبرجين للمراقبة ، وسوف يتم اضافة برجين اخرين في الاشهر القادمة ، وهناك دوريات دائمة على الطرق الرئيسية ، بهدف ضبط الذين يقومون بالاعتداء على الاشجار حيث يتم مصادرة ادواتهم وحجز السيارة وتحويلهم الى المحاكم لينالوا جزائهم .
وبين المهندس على الاسمر ان المديرية لديها 32 طوافا موزعين على كافة مناطق محافظة جرش الحرجية ويتم ارسالهم حسب كثافة الغابات .
التعاون مع الشرطه
وأوضح المهندس على الاسمر مدير زراعة جرش ان المديرية تتعاون مع الشرطة البيئة للحد من الاعتداء على الاشجار ، ولضبط وتقديم المخالفين للقوانين الزراعة الى المحاكم المختصة حيث تم ضبط 272 مخالفة قطع ورعي .
.ونواه الى وجود تعاون بين مديرية الزراعة والمواطنين المجاورين للغابات ، وذلك بمنح الذي بيته بجوار الاراضي الحرجية دونما بعد ان يتقدم بطلب الاستفادة من تلك الارضي .
مؤكدا على ضرورة ان يتم زراعته نباتات عطرية او فطر او تربية خلايا نحل ويسمح للمواطنين باستخدام اخر جمع الاغصان المتهالكة والجافة لمن يتقدم بطلب حيث يمنح تصريح مقابل مبلغ رمزي دينار واحد فقط .
هدم للبيئة وتحطيم للجمال
المهندس عقيل عياصره رئيس بلدية المعراض زار مكان تقطيع الاشجار ، وشاهد الواقع وساءه ما رأى من مجازر ترتكب بحق اشجار اللّزاب (نوع من الاشجار الصنوبرية) ، وقد تم اجتثاثها عددا من تلك الغابة التي تعود ملكيتها لأحد المواطنين ، الذي عرف قيمة الشجرة فقام بالمحافظة عليها ، إلا ان يد الشر وصلت اليها بالمناشير الالية فاجتث ، وأصبحت ارض خالية من شجرتها التي سكنت في قلب ارضها عاما بعد عام .
وأضاف رئيس بلدية المعراض ان هذا العمل هدم للبيئة وتحطيم للحياة الجمالية التي حبا الله الاردن بها بالتنوع الطبيعي فكانت منطقتنا في جرش تزهو بمساحاتها الخضراء ، إلا ان المجازر بحق الاشجار ترتكب بصمت ، الارض تتصحر يوم بعد يوم ، وكل ما نعمله هو عد الاشجار وتسجيلها ومحاكمة المعتدين. بيئتنا وغاباتنا تستبدل بدنانير ثم يعود هؤلاء الى عملهم من جديد
نطالب بمكافأة الطوافين وعمال الحماية
المهندس عاطف زريقات رئيس قسم الحراج في مديرية زراعة جرش قال : ان عدد الطوفين الحالي لا يكفي خاصة في فصل الشتاء ، وقد اتخذنا عدة اجراءات لحماية الغابات منها ، اغلاق مداخل طرق غير مرسومة وتؤدي الى الغابات ، كما نعمل ليل نهار وعلى مدار 24 ساعة من خلال دوريات راجلة وسيارات مزوده بأجهزة لاسلكية يرافقها مهندسين مناوبين ، وقد تم تقسيم مناطق الحراج وخصص لكل منطقة عدد من الطوفين وعمال الحماية لمتابعة العمل ليلا ونهارا .
وأشار المهندس زريقات رئيس قسم الحراج ان الطوافين وعمال الحماية يؤدون واجباتهم على اكمل وجه ، وهم بحاجة الى الدعم المادي والمعنوي وان تصرف لهم مكافآت وحوافز مالية ،لصعوبة عملهم وخطورته فهم لا يحملوا اية اداة يدافعون بها عن انفسهم ، في حال تعرض ايا منهم للاعتداء من قبل الاشخاص الذين يقطعون الاشجار ، خاصة ان بعضهم من اصحاب السوابق ، ولدية الاستعداد لعمل أي شيء في سبيل ان لا يضبط ويقدم للمحاكم .
سلاح صامت
وبين المهندس عاطف زريقات ان منشار الخشب اليدوي (الجازر) سلاح صامت يقطع الاشجار دون صوت وبفاعلية تضاهي المنشار الالي ( الماتور ) وهذا امر يحتاج الى قرار بمنع الاقتناء إلا بموجب ترخيص مسبق ونحن نطالب بان يتم اتخاذ قرار كهذا حتى نخفف من الاعتداء على الغابات ونحافظ على ثروتنا الحرجية .
احمد حسن السكران قال ان استمرار الاعتداء على الغابات هو مشكلة موجودة تزداد في فصل الشتاء وليس من سبيل للخلاص إلا بالتواصل مع المواطنين وتوعيتهم بأهمية الحفاظ على الشجرة فهي بترول الاردن الطبيعي الذي منحه الله لنا
ارتفاع الاسعار ابادة للأشجار
المواطن احمد موسى عياصره قال ان مشكلة التدفئة التي هي الدافع الاول لقيام الكثير من الناس للتوجه الى الغابات من اجل تخفيف الاعباء المالية عليهم ، والتي تزداد في فصل الشتاء بسبب الطلب على مادة الكاز حيث سعرها مرتفع ، ولا يستطيع كثير من ارباب الاسر ان يدفع ثمن التدفئة بسعرها الحالي .
وبين المواطن ان ارتفاع اسعار مواد التدفئة ساهم بشكل كبير في عملية ابادة الغابات ، وهذه صوره من صور الضرر الذي انعكس على الطبيعة وعلى الوطن والإنسان .
وقال المواطن محمد حسن السكران (ابو مروان ) انني مستعد للتعاون مع كل الجهات المختصة لمنع قطع الاشجار ، وقد قمت بالاتصال مع وزير الزراعة حيث حضر الى المكان وشاهد بعينه ما يحصل للغابات من تقطيع جائر واجتثاث ابادة ، حيث اوعز الى كل الكوادر العاملة بضرورة تكثيف الجهود بالمراقبة والمتابعة والحد من الاعتداءات على الاشجار بضبطهم وتقديمهم للمحاكم .
وأكد المواطن احمد سالم عياصره ان حماية الاشجار تحتاج الى كادر بشري مناسب يقوم بالسهر والمتابعة في كافة الظروف الجوية وهذا يتطلب ان تتعاون مديرية الزراعة مع الموطنين سواء بمنحهم تخويل رسمي بالعمل وصرف بعض الحوافز والمكافآت او منح حق الاستفادة من مخلفات الاشجار بمقابل ان يكونوا عينا لها وقوى تساندها لدرء الاخطار التي تحيق بالغابات
وبين الموطن حسن محمد العياصره ان مسألة تقطيع الاشجار تتوارث بين الناس ، وان هناك جماعات من شباب عاطلين عن العمل بحاجة للمال حيث يتعاونوا فيما بينهم ويقوموا بالتحطيب ، وهم مستعدون لعمل أي شيء مقابل ان لا يتم ضبطهم ، فهم قوة ولديهم وسائلهم لحماية انفسهم ومستعدون للقتال والإيذاء وارتكاب جريمة اذا احسوا بالخطر .
ونحن نرى ان الطواف موظف ايخاطر بنفسه وأفراد عائلته ليحمي كنز الاردن الاخضر للأجيال القادمة يتحمل خطر الخارجون عن قانون الزراعة ويعمل بإخلاص وإتقان .
الصور بعدسة الفنان عمر محمد علي عياصره