* بقلم لينا العطيات
الحديث عن النفس والتعبير عما يجول بالخاطر من أحلام وطموحات ،شكوك ومخاوف ،رؤى وأمنيات ..............وما إلى ذلك أمر يعتبر حاجه إنسانيه ملحه تساعد بدعم وتعزيز الإستقرار النفسي والتصالح مع الذات بل وتحصيل مؤازره ودعم من المحيطين لكل ما نتمنى .
لكن من المنطقي أن نقول بأن الموروث الثقافي والإجتماعي لدينا كعرب يؤكد على أهمية التكتم والإخفاء لملامح شخصياتنا عن الآخرين لما في ذلك من بعد عن التكشف والتعري والوصول بالنهايه لان نكون امام الغير بمثابة كتاب مفتوح يسهل معرفة نقاط قوته وضعفه لذلك وبظل هذا الفهم كان كل منا يسعى للحديث بشوق عن نفسه امام شخوص يتعرف عليهم بشكل عابر (كموقف الباص ،التكسي ، قاعة انتظار بعياده طبيه أو مؤسسه خدميه ) المهم أن يكون السامع شخص يحمل صفة عابر سبيل بحياتنا المبرر لذلك بذهن المتحدث تجاوز فكرة المقارنه بين ما يقول وما يفعل من قبل الطرف الآخر وبالتالي إحساسه بأنه مرتبط بإلتزام بتنفيذ ما قاله .
بظل التطور التكنولوجي وتوفر مواقع التواصل الإجتماعي أصبحت هذه التقنيه تسمح للجميع بأن يعبروا عن أفكارهم ووجهات نظرهم بشكل واضح دون أي قلق من المقارنات أو التنظير فبات من الممكن أن تعبر عن رأيك بكل المجالات سياسه ،أقتصاد ،إجتماع ................ألخ .حتى دون ذكر إسمك أو عمرك وتفاصيل محدده عن شخصيتك من المنصف أن نقول بان هذه التكنولوجيا ساعدت كثر وحققت لهم آمالهم بالتعبير عن ذواتهم بفضاء مفتوح عابر للقارات لكن ساهم أيضاً بتعميق الجفاء بالتواصل الإجتماعي الحقيقي لان الجميع وجد بهذا العالم الالكتروني فرصه بالتواصل مع الآخرين بدون أي مشاكل أو حساسيات قد تنتج عن الاحتكاك المباشر مع الآخرين .
تغيرت وسائل التعبير وأرتفع السقف بحدود الحديث عن النفس والآخر لكن يبقى وبدون أدنى شك هناك الكثير ممن يجهلون أن هذا العالم الرقمي يتغذى على أخبارنا وأحداث حياتنا بكل ما فيها من تفاصيل .
