العنقاء
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


ادارة مؤتمرات ندوات تنظيم مهرجانات فنية وعقد دروات في مختلف المجالات الحياتية الانسانية
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 أخا لي في الله

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 152
تاريخ التسجيل : 06/02/2012

أخا لي في الله  Empty
مُساهمةموضوع: أخا لي في الله    أخا لي في الله  Emptyالأحد مارس 04, 2012 5:21 am

أخا لي في الله
*** بقلم الصحفي غالب سالم عيا صره


وقفت بعيدا تنتظر حافلة تقلها إلى بيتها كانت الشوارع مزدحمة بالسيارات .. دوار يتوسط جميع المسارب ، على مقربة منه ساحة امتلأت بالسيارات ، سائقوها نزلوا يبحثون عن ركاب ، وفي الجهة المقابلة شرطي يراقب السيارات المخالفة يتحرك من مكانه إلى نهاية الشارع ثم يعود في حركة دائبة سيرا على الأقدام ، أرصفة ملئت بمواد متنوعة فرشت على الأرض ، راح أصحابها ينادون الناس طمعا في البيع ، صاحت المساجد تعلن دخول المغرب ، ما زال المجمع يخلو من أية حافلة زادت ظلمة الليل ، حركة الناس تخف يدخلون إلى المجمع ثم يخرجون إلى الشارع العام حيث السيارات الخاصة يستقلونها ويذهبون بقيت الفتاة وحدها ليس معها من يرافقها مشوارها ..وطريقها الطويلة لا تستطيع أن تستقل أية مركبة لتصل بيتها فالحافلات العمومية لن ترجع إلى المجمع .. فكرت مرات ومرات بطريقة تصل من خلالها إلى البيت ، لكنها كانت دائما تتساءل مع من تركب من هؤلاء ويكون أمينا صادقا يحمل في قلبه التقوى ودفئ الأبوة أو الإخوة والنخوة .. فغالبيتهم لا يؤتمن جانبه ، ثم أقنعت نفسها بأنه لابد أن تأتي حافلة عمومية إلى المجمع أو يأتي من يرافقها نساء أو عائلات .... الخ .

فعادت تصبر نفسها للبقاء في المجمع ، رغم أن كل دقيقة تمر ليست في صالحها ..و بدأ الوقت يحاصرها ويضيق عليها الخناق ، مضت فترة الغروب إلى العشاء لم تأتي حافلة عمومية عندها أدركت انه لا بد من ترك المكان والبحث عن وسيلة غير النقل العام سارت خارج المجمع وصلت ساحة الدوار حيث السيارات الخاصة وأصحابها الذين يعترضوا كل شخص متحرك بحثت عن الشرطي تريد أن تطلب منه مساعدة لكنه غادر المكان ولم يعد له اثر جالت بعينها علها تعرف أحدا ممن يقفون في الشارع دققت الوجوه وجها..

وجها خاب أملها ، فهم ليسوا مألوفين فكلهم ترتعد فرائس الجسد وتتوجس النفس خيفة منهم ، خفت الخطى إلى اقرب لمبة إنارة ووقفت تحتها تعيد حساباتها قبل اتخاذ القرار فإذا بإحداهم يتقدم إليها ويطلب أن يوصلها إلى المكان الذي تريد خافت ابتعدت قليلا إلا انه خاطبها قائلا "أنا مثل أخوك شايفك اللي أكثر من نصف ساعة أنا بدي أخدمك لله ما بدي منك ولا شيء وإذا ما معك "مصاري أعطيك " تجاهلت كلماته تركت المكان دون أن ترد وبقي هو يخاطب نفسه والله إنا "خايف" عليها ثم رفع صوته ليُسمعها يا أختي أنا موجود هنا دخلت إلى إحدى المحال التجارية اشترت علبة ماء ترطب جوفها وعادت إلى الشارع حيث بدأت مضايقات ضعاف النفوس تطرق سمعها ومنهم من يحاول الاقتراب وبث كلمات في الهواء علها تصادف سمعها وهناك العيون التي تحيطها وتراقب حركتها تلاحقها أينما وقفت كل ذلك يهاجمها كرياح ذلك المساء، التي كانت تحمل ما خف ثم ما تلبث أن ترميه بعيدا .. لكنها ليست بالخائفة فهي تربت على عقيدة التوحيد ولن تؤثر عليها تيارات الحياة المتهالكة فنفسها تأبى أن ترمى وتقع في وحل الحياة ومستنقعاتها .

فلقد تعلمت منذ سني عمرها أن الحرة لا تهان وترتفع مع شدة الهول وتتحدى براكين الرذائل فهي أخت الرجال وصوتهم فلا يكون لها أن تنصاع إلى ذئاب الرذائل فخُلقها القران وحياتها معلقة برب الكون هذه هي الحقيقة التي يتدفق منها نبع قوتها وقدرتها على سبر غور الرجال وأخلاقهم وتحديد معادنهم فنظرتها لا تخيب ولا تخطئ بقيت بالقرب من المحلات التجارية حيث الأنس والساعة تقترب من التاسعة و المكان أصبح أكثر وحشة من ساعات الغروب بعد أن أغلقت كثير من تلك المحال وأحست انه لا يوجد حل ..

أخذت تبحث عن ذلك الرجل الذي عرض عليها أن يحملها اعترض طريقها الكثير من السائقين إلا أنها تجاهلت جميع طلباتهم إليها وراحت تبحث عنه حتى شاهدته تقدمت وسألته عن سيارته فأشار إلى مركبة نقل صغيرة بلون رمادي وقال اجلسي خمس دقائق حتى احضر اثنين .. ذهبت في طريقها إلى تلك المركبة مسافة ليست بعيدة كان هناك ثلاثة مركبات من نفس النوع متوقفة أثنيتن بلون رمادي دخلت أحداهما وجلست وبعد اقل من خمس دقائق صعد السائق ثم شغل المركبة التي كانت تجلس فيها حيث حضر ولم يكن معه أي شخص ثم انطلق بسرعة كالهارب من شيء يلاحقه ، سار مسافة .. أشعل سيجارة وأدار المسجل ورفع صوته وامسك بالمرآة وبدأ يحركها حتى أصبحت الفتاة أمام عينيه أزاحت نفسها عن مجال المرآة إلا انه عاد وصوبها مرة أخرى نحوها تسلل إلى نفسها الخوف وانتابها رعب داخلي فالأمر غير طبيعي وان هناك شيئا ما يخبئه ....

وبدأت حركاته تترجم ما يدور في ذهنه بقيت متماسكة ولم تشعره بان الخوف يتسلل إلى كيانها لكنها قررت أن تنزل عند أول نقطة شرطة تصادفها بعد أن تأكدت بأنها أخطأت في اختيار المركبة وان السائق ليس الرجل الذي صادفها وطلب منها أن يحملها وانه شخص آخر لكن فات الأوان وليس لديها وسيلة إلا أن تبقى هادئة ثم تتخلص منه بالنزول أما السائق الذي أرسل الفتاة عاد إلى مركبته فلم يجدها بحث عنها علها ما زالت على الأرض فلم يشاهدها ، سأل احد السائقين عنها فقال أنها ركبت في مركبة فلا ن عندها أحس بفداحة الخطاء الذي ارتكبه والجريمة التي اعتبر نفسه سببها حرك مركبته وانطلق في أثره بأقصى سرعة يطلبه كان لا يرى الطريق إلا خيالا لشدة سرعته بقي كذلك حتى أدركه حيث كان يسير ببطء على الطريق وعندما أصبح محاذيا له فتح شباك مركبته و صاح به طلبا منه التوقف وبعد أمتار توقف ذلك السائق السيئ الخلق .. ثم نزل ذلك الرجل الشهم وكان يحمل معه عصا واتجه فورا نحو الفتاة قائلا هل أساء الأدب معك .. هل عمل أي شي ء ..

كانت عيناه تتوقدان شرر وأحست أن الله لا يضيع من يذكره في الرخاء فيفرج عنه في الشدائد ويحفظه من حيث لا يحتسب نزلت من مركبة ذلك اللعين وتوجهتُ إلى مركبة من يتق الله وتركته يرتعد خوفا ويتوسل بأنه لم يعمل شيئا وحمدتُ الله أن أدركتني عنايته ويسر لي من يحمي عرضي وشرفي ويصون كرامتي وقام السائق الشهم بتوصيلي إلى بيتي معززة مكرمة وقبل أن انزل طلبت منه أن يتوقف للحظات قال لماذا ..

إذا على الأجرة إيجارك وصلني فبادرته لا ..أريد منك خدمه أخرى ..ففهم ما أرنو إليه فتحتُ باب البيت وإذا أمي وأخوتي ينتظرون عودتي والكآبة والخوف تلفهم والغضب على محياهم لتأخري ــ فهي المرة الأولى التي تحدث معي ــ طرحت السلام وقلت معي ضيف ذهب أخي وادخله ثم قصصت لهم ما حدث معي و قلت هذا الرجل الشهم أرسله الله لي ليحمي شرفكم وشرفي فقاموا إليه يقبلونه ويضمونه إليهم وصار أخا آخر لي ولعائلتي من وقتها وعندما تزوجت حضر مراسم حفلتي كأحد أفراد أسرتي وما زال أخا لي في الله .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://gale.jordanforum.net
 
أخا لي في الله
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» فى مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم
» بسم الله الرحمن الرحيم أحاديث نبوية شريفة
» أكرمها الله بالبراءة **** بقلم الصحفي غالب عيا صره
» من اجل رسولنا صلى الله عليه وسلم *** غالب سالم عياصره
» لاف يشاركون في مسيرة تأييد وولاء لجلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين في جرش

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
العنقاء :: الفئة الأولى :: المنتدى الأول-
انتقل الى: