انتَ.... ايّها الغَجَريّ *** بقلم امل عقرباوي
أوّقف ليّلكَ الغجريُّ من سمائي
ثَمّة سَهّمٌ خارقٌ يَترَسّبْ من عينيكَ
اتّجاهي
لتَكّبَرَ به حروفي
وتَسّعى إليكَ حافيةً لِتراكَ
نقيّاً في مياهي
... ... ...
أوّقِفْ هَديلُكَ الأنيق
أوّقِفْ صُرَاخَكَ الجَريء
الذي يَدّوي بِرُوحي
لتَهّدَأ عُروقي عَليكَ بالصَّهيل
... ... ...
ثَمّْةَ قَصيدةٌ مَجّنُونَةٌ في المكان
تتَسَلّلُ من أصَابع الشَوّقِ
تسعى حافيةً إليكْ
موّشومَةً باللهْفَةِ
تَرّكَعُ على ساعِدَيكْ
لمّها بالشِفاهِ
لمّا تَسّجُدَ تائهاً على شَفتيك
... ... ...
أوقف طَيّفَكَ عَن اجتياحي
أوقف تَمرّدكَ
أرِقْ دَمي
وتَرَفَق باقتحامي
فقد سَقطّتْ أمَامَك كُلَّ حُصُوني
وتَبَعّثَرت على راحَتَيّكَ أعّتَى قِلاعي
وما عُدّتُ إلا مِنّكَ إليك
... ... ...
أيّةُ شَجَرةٍ مَحّمُومَةٍ أنتَ
اقّصُدُكَ كي اتَفَيءَ بِضِلّكَ
اقّصُدُكَ في العَتّمَةِ
لِتُشّعِلَ بحُضُورِكَ قناديلَ ليّلي
اقّصُدُكَ في الفَجّرِ
لتَمُدَّ لي خيوطَ نُوركَ
وأرّكضُ اليكَ عاريةَ الشوّقِ
تَعّبَرَ خُطواتي الصِعَابَ عليكَ
وحينَ أسّقطُ على بوابةِ القَلبِ فيكَ
أفيق
وأرّكضُ اليكَ
كأنّكَ الظلَّ الذي أمامي
كلّما أوّشَكتُ ألمِسَهُ
يتَسَرّبَ كالماءِ بين أناملِ العِناق
... ... ...
أرّكضُ اليكَ
تَشُدّني الطريقُ
يَشدّني الغيابُ
يشدّني إليكَ الحنين
وحينَ اتَوَقّف عن السَعيّ اليكَ
ابّحَثُ عَن وَجّهكَ في حُطامِ الأرّصِفَةِ
وصّقيعِ النهاراتِ الشتائيةِ
ويفّضَحُني العِناق
وفيكَ لا أفيق
... ... ...
ألّمَحُكَ في كلِّ خُطوةٍ
أيُها الحزينُ كقلّبي
أيُها الغالي كروحي
أيُها المُنسابُ فيّ وفيكَ
كشوقي
... ... ...
إهّمسْ لي
كي يغيبَ الحُزّنُ عن صفحاتِ القلبِ
إهّمسْ فيّ
بكلّ ما في حُنّجَرَتُكَ من أبّجَديّةِ الشَوّق
حُزني أنتّ
حين لا تُفرِحُني عينيكَ باللقاء
حُزني أنتَ
حينَ اتوقّف عن شوقي
وأسّقطُ في المتاهاتِ عليكَ في غَباء
حُزّني وفّرحي أنتَ
فَمُدَّ للقائي الجميل يديكَ
وحينَ نلتقي
لا تغيبُ عنّي فَرّحَتي
وتصيرُ النجومَ قلادةٌ إليّ
فأمُدَّ لكَ صَدّري كالفضَاء
... ... ...
ا يّها الغَجريّ يا انتّ
اسّتَفتِ بكَ القلبُ فلا ينّطق
اسّتَفتِ زمانآ فيكَ لا يَصّدُق
اسّتَفتِ وقلبي يَحّتَلبُ الأمال ولا يشّرَب
... ... ...
قدرٌ هذا
والكلماتُ عِجافاً حينَ تَسّكُنُ دُونَكَ
قلبُ الكَوّنِ
قدرٌ هذا
كل شيء يموتُ إلا حُبّكَ في القلبِ
فلا زالَ يُفَتّشُ عن دَفّترِ الأحلام
يا راحلآ بالأمسِ
قدّْ جاشَ بقلبي الكثيرُ
ايقظتَ كلَّ الكلمات
فعلّمني كيفَ يموتُ الجُرحُ
علّمني
فقد حاربتُ الألامَ قَرّنَآ
وامّتَدّْتْ سَنابلُ قلبي
حتى تاهت في صَحراءٍ قاحلةٍ
وما تَعبت صحرائي
فكيفَ يموتُ الجرحُ
وتغَتسلُ الأحزانَ
كيفَ يموتُ الجرحُ
والسَجّانُ هو السَجّان
يقذفني نَسّيآ مَنّسيّاً
مشغولاً بالحرمان
... ... ...
علّمنيّ ما اسم القَلبّ
باسّمِكَ
علّمني الحُلم
وأني الأملَ المُتَفَجّرِ من نَسّلِ الأمال
علّمني أنّي أسّكَرَني بَوّحَكَ
وأدماني العِصّيان