مدينة جرش تجدد مستمر رغم المعاناة *** بقلم الصحفي غالب سالم عياصره
تشهد مدينة جرش يوميا حركة مرورية خانقة ، في مختلف الطرق الموصلةاليها ، خاصة الشارع الذي يخترق اسوقها الرئيسي وسط المدينة ، من دوار القيروان وحتى نهاية متنزه البلدية . فطرقها الداخلية والخارجية تشكل دوار كبيرا ، تتقاطع داخل محيطه العديد من الطرق ، التي تفضي في نهاية المطاف الى المحيط الخارجي لهذا الدوار الضخم .
وتبدأ مشكلة الازدحام وصعوبة الخروج ، وليس هذه المشكلة الوحيدة ، بل يرافق تلك المعاناة اليومية سوق كبير من البسطات ممتدة على طرفي الشارع ، حيث تحولت الارصفة الى حسبة لبيع للخضار والفواكه وغيرها ، اضف الى ذلك سيارات اصحاب المحال التجارية الذين احتلوا مسربا من الشارع ، ومن ليس لدية سيارة يقوم بوضع حواجز امام محله ، كضمان لحقه من ان تتوقف أي سيارة ، اما الناس لا يجدوا مكانا لهم يفسح لهم بالتسوق بحرية وسهولة ، فهم اما سيل جارف من السيارات ، وصناديق الخضار والفواكه ، التي كدست على الارصفة بشكل عشوائي ، وتبقة معضلة قلة المواقف العامة مشكلة قائمة تجعل الزائر لمدينة جرش ، ان يترك سيارته في مكان بعيد خارج السوق، ثم يترجل الى السوق ليقضي حاجته مرغما .
الوضع بحاجة لحل بوابة الكرامة الالكترونية حاورت رئيس لجنة بلدية جرش الكبرى المهندس بلال المومني حيث قال :اقر ان الوضع بحاجة الى حل يتخطى صلاحيات بلدية جرش الكبرى لعدة اسباب ،اولا المشروع السياحي الثالث الذي انجز من قبل وزارة السياحة ، بمخططات هدفت الى تحفيز السواح لدخول سوق المدينة التجاري، بعد تجوالهم في المدينة الاثرية ، لكي يستفيد اصحاب المحال وكي تزداد الحركة الشرائية ، وهذا ادى الى زيادة مساحة الارصفة على حساب الشارع .
واضاف ان الشركات الهندسية التي صممت المشروع السياحي عمدت الى توسيع مساحة الارصفة وتضيق الشارع ن بحيث يصبح بمسرب واحد او اثنين ، كما ان هناك اعتداءات على الارصفة والشارع ، من قبل اصحاب البسطات والمحال .
واشار المهندس المومني الى ان وزارة السياحة هي صاحبة المشروع السياحي الثالث ، متسائلا لماذا لم يبنى كراجات طابقية ضمن المشروع السياحي لاستيعاب السيارات وحل تلك المشكلة ؟ مشيرا ان بلدية جرش ليس بامكانها بناء مثل تلك الكراجات الطابقية ن لتكلفتها العالية وعدم توفر الامكانية المادية .
البسطات.... مخالفة واوضح ان وجود البسطات بهذا الشكل داخل سوق المدينة وانتشارها العشوائي مخالف ، مبينا ان اصحابها لا يدفعون اية رسوم ولا ضرائب للبلدية ، وهم احتلوا الارصفة والشوارع ، وان امكانية ترحيلهم بشكل جماعي وفوري يسبب اشكالا ، وهذا يتطلب تنسيق مع الدوائر وخاصة المحافظة للوصول الى قرار .
واضاف رئيس لجنة بلدية جر ش الكبرى المهندس المومني ، اننا نبحث عن موقع بديل ومدروس ن ليتسنى ترحيل البسطات اليه . بالاضافة الى الزام اصحاب المحال التجارية بعرض بضائعهم ضمن ما يسمح به القانون .
وزارة النقل ... مشكورة وتابع المهندس بلال المومني قائلا يقع المجمع الجديد الذي هو قيد الانشاء شمالي دوار القروان ، وبالقرب من المركزالصحي لمدينة جرش ،على امتداد طريق اربد جرش ( القديمة ) وسوف وتبلغ مساحته ( 21 ) دونما .
واضاف ان المشروع ينفذ من قبل وزارة النقل بكافة منشآته ، من ارصفة ومحلات تجارية وجميع اعمال البنيةالتحتة ، حيث تبلغ كلفة المشروع ما يزيد عن مليوني دينار اردني . موضحا ان عملية الاستملاك تمت بالحيازة الفورية على حساب بلدية جرش بكلفة (60 ) ستون دينار للمتر المربع ن وذلك حسب اخر سعر للبيع في نفس المكان ، بكلفة اجمالية مليون وربع دينار .
وقد تم رصد المبلغ بالكامل وحجزه لدفعه لاصحاب الارضى . مفاجأة ....كانت واكد المهندس المومني ان المفاجأة التي واجهتنا ، ان اصحاب الاراضي رفضوا السعر والمصالحة مع البلدية لتسوية الموضوع ، ولجأوا الى المحاكم النظامية ،حيث صدرت الاحكام وقدرت قيمة المتر المربع الواحد ب( 170 ) دينار ، أي بزيادة ( 110 ) دينار عن السعر السابق ، وهذا رتب عى البلدية قيمة استملاك تضاعفت الى ثلاث مليون دينار بقريبا ، وبذلك اصبح نقص في تمويل المشروع بحوالي ( 2 ) مليون . منوها ان المشروع حيوي جدا ، وان وزارة النقل قامت مشكورة بزيادة عدد المخازن عن المقرر بالعطاء الاصلي ،كي يتم تعويض البلدية ، وعلى الرغم من ذلك فأن المشروع لن يتوقف ، وهو مستمر وقيد النتفيذ .
حديقة بوابة جرش الاثرية واشاررئيس لجنة بلدية جرش المهندس بلال المومني ان بلدية جرش خاطبت وزارة السياحة من اجل الاشراف على الحديقة ، وصيانتها وديمومتها واستثمارها من قبل البلدية ،الا ان هناك بعض التفاوت بالكلف المالية ، واننا على تواصل مع وزارة السياحة ، من اجل ان تقدم الوزارة مبلغا ماليا ، يمكننا من تشغيل الحديقة ،وسوف نتوصل الى اتفاق ان شاء الله .
واوضح المهندس المومني ان هناك مشروع سيتم طرح عطاءه لعمل مول ، بالقرب من المتنزه القديم على مساحة اربعة.حيث يجري التشاور مع بلدية النسيم حول هذا الموضوع .
واكد ان هذا المشروع منحة اوربية بكلفة (400 ) الف ديناروان العطاء طرح ، حيث بلغت قيمته (487 ) الف دينار بزيادة قمتها (87 ) الف دينار . مؤكدا انه سيتم توفير المبلغ مناصفة ، ما بين بلدية جرش وبلديةالنسيم واوضح رئيس لجنة بلدية جرش ان تأجير الكراجات العامه جاء بناء على قرار مجلس بلدي المشروع السياحي .. والفائدة المهندس المومني اكد ان المشروع السياحي الثالث ، عمل على تحسين مداخل مدينة جرش ، واعادة بناء شبكات الطرق ، والبنية التحتية التي تخدم المدينة ، من شبكات مياه وكوابل اتصالات وارصفة وانارة ، وتجميل وجهات المحلات التجارية وتوحيد القارمات . واكد ان المشروع السياحي ، استثمر الوادي ا المار من تحت الجسر لاثري ، كما ساهم في عمل طابع معماري مميز رائع ، وما زال المشروع قائما وسوف يستمر .
وللحقيقة فان من ينظر الى مدينة جرش سابقا ويقارن حاضرها ، سوف يجد تغيرا شاسعا ، ان لم يكن جذريا ن في بنيتها وعمارها ، ومحالها التجارية ، وربط قديمها بحاضرها ، حيث تمتد سياحة الزائر من موقع المدينة الرمانية عبر جسرها الاثري المقام على وادي جرش ،ليصل الى قلب المدينة النابض ، بالحياة والعطاء والتجدد .