العنقاء
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


ادارة مؤتمرات ندوات تنظيم مهرجانات فنية وعقد دروات في مختلف المجالات الحياتية الانسانية
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 غلطتي وسوء اختياري

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 152
تاريخ التسجيل : 06/02/2012

غلطتي وسوء اختياري Empty
مُساهمةموضوع: غلطتي وسوء اختياري   غلطتي وسوء اختياري Emptyالسبت مارس 17, 2012 2:46 am

غلطتي وسوء اختياري *** بقلم الصحفي غالب سالم عيا صره


ساعة مليئة بالحزن والأسى، لحظة صعبة على قلبي ، صوت الصغار وهم يلعبون من حولي ... يوم أفرحه وأبكي غيره ،فأنا أم وقعت ضحية الديون والتوقيع على الشيكات ، منحت نفسي وراتبي وجهدي وعملي وحياتي لزوجي ، لبناء عش الزوجية الصالحة ولأعيش في أمان واستقرار مع أسرتي وزوجي ، اثنتا عشر سنة مضت من عمري وسعادتي اسقي بها حديقة حياتي الأسرية كي يسعد زوجي وأطفالي بلذة الحياة ونشوتها ، ويرتشفوا من رحيقها عطرها ، ونشق طريق الحياة معا ،نخوض لجاج بحرها المتلاطم بالأمواج ، نعلو أمواج الشقاء ونركب فوقها لتحملنا إلى بر الأمان ، بر الحب والود والعشق الأبدي ، لأزرعه في قلوب أطفالي وزوجي ..

فكم مرت علينا حياة صاخبة مٌرَة ، كنا نتقاسم الألم ، نمسح البؤس عن عيوننا وعيون أطفالنا ، ونشد الأمل البعيد بالعمل والجد والعزم فيصير قريبا ، نصبر على جوعنا وعلى البرد والحر ، وندوس الشوك بأقدامنا حفاة بثياب تكاد تكون ثياب ، ليس فيها قطعة أصلها من الأخر ، فكل ألوان الدنيا جمعت وخيطت بثوبي ..

ارتديه مزهوة به ، غير خجولة ولا آبهة بالقول والقيل، ونأكل من عشب الأرض ، وما جادت به الحياة علينا من ماء وملح وكسرة خبز يابسة ، تتكسر عندما تتهاوى بين أسناننا كالحجارة عندما تتهاوى وتلامس المطارق في كسارة الحجارة، ونحن لا نشعر بغبن الحياة ، ولا نشكو من جورها ، بل كل القرية تتمتع بنعيمها الذي ذكرت ، فلا يوجد جاحد نعمة ولا مبتئس ، ولا متذمر ولا متأفف الكل سواسية ، لا فرق بين بيت وبيت ، ولا لباس.. ولباس ،إلى أن مالت الحياة وكشفت أنيابها وراحت تطارد حياتي ، عندما سلمت نفسي بإرادتي لرغبة زوجي ، الذي يريد أن يطور نفسه على حساب غيره ويكسب مما لا يعمل ويستغل وظيفتي ليسلب اكبر قدر من راتبي معللا ذلك بان الحياة تعاون ومتطلبات الحياة تغيرت ، فالناس ينظرون إلينا بأننا اقل منهم ، وانه علينا أن نساير من هم حولنا .

بدا يسرد القصص لي كل يوم ويوم ، وأنا مصرة على عدم قناعتي بقصصه ، إلى أن جاءت ساعة الضياع ، حيث أيدته بان الحياة تحتاج إلى تطوير، وأننا لابد أن نبحث عن مصادر تمويل لمشروع يدر علي وعلى زوجي دخلا ، يحسن حياتنا ويحمي أطفالنا ، ولاقت الفكرة استحسان في خاطري، حيث قمت بموافقته على عمل مشروع محل ألبسه ...

طلب زوجي مني أن يكون القرض باسمي ،كون راتبه لا يغطي قيمة المبلغ المراد اقتراضه من البنك ، وبذلك قمت بالتوقيع عن زوجي وفتح المشروع ، ومشت الحال وأصبح العمل ممتعا كان يرفدنا بدخل يفي بالحاجة لسداد القرض ،ويتبقى جزاء منه ننفقه لتلبية متطلباتنا اليومية ، وتبسمت لنا الدنيا سنة بعد سنه ، وانشرح صدر عائلتي وتهلل وجهي، أنني ساهمت في حمل جزء من عبء الحياة عن كاهل زوجي ولا تدوم الحياة على حالها ، فالطمع يحمل الإنسان إلى المغامرة ويقوده إلى المهالك .. وهذا ما كان .

فلقد طلب زوجي بعد أن جرت الأموال بيديه أن يعمر بيتا كبيرا نؤجر بعضه ونسكن بعضه ، وكعادته ضل يكرر الفكرة ويحسنها في نظري حتى وافقته ، واقترح أن يكون البنك هو الممول لمشروع البناء ، وان تبقى الأموال التي بحوزتنا للعمل والتجارة ، وبذلك يكون السداد من الأرباح خاصة بعد أن أنهيت القرض الأول للمشروع التجاري .

وانطلقت معه في ذلك اليوم لنبني بيتا حديثا ، يكون لي ولأطفالي وزوجي ، حيث قمت باقتراض المبلغ على راتبي كاملا ، وكان مبلغا كبيرا هذه المرة تجاوز العشرة الآلاف دينار.. تم بناء البيت .. وعشت في جنة الأرض لا يجاري سعادتي سعادة من مثيلاتي من النساء ، مضت سنتان على ذلك بعدما أصبح راتبي كله مرهونا للبنك وتورطت بالتوقيع على بعض الشيكات لبعض الممولين للمحل التجاري الذي أسسته و كانت إحدى الفتيات تديره لعدة سنوات ، كان زوجي يساعدها في إدارته في أوقات فراغه بين الحين والآخر ،تم خلالها بناء علاقة بينه وبين تلك الفتاه ، ثم تسللت إلى حياته ..فتغلغلت ..

أصبح يكرهني ولا يطيق الحديث معي ، ترك عمله ولازمها بإدارة المحل وشيئا فشيئا ، ثم أدار زوجي ظهره لكل ما عملت من عمل ، كنت أودعته كله باسمه لأنه الرجل ، فانسحب من حياتي وأنساق وراء تلك الفتاة البائعة ، تزوج منها وتركني وأطفالي فلم أعد أحس بطعم الحياة ، فقد قلبت الأمور فما وجدت لها تفسيراً ، إلا ما رأيته من تحول جذري في حياتي بسببها ، وهي من أدخلتني دوامة المشاكل التي لا تنتهي ...أبكي حيناً وأهيم على وجهي أحياناً أخرى، ولم أعد أعرف للراحة والنوم طريقاً وسبيلاً، مع أن أسباب السعادة كانت متوافرة لي لكن لا أعلم سر تعاستي وشقائي ..ومستقبلي .. استحوذ زوجي على كل شيء ، فقام ببيع المحل ، ثم اتبعه البيت الذي بنيته من راتبي بالأقساط لأسكنه وأطفالي .. و تحركت طاحونة الحياة لتطحن كل أحلامي .. البقاء قريبة من العش الذي يلمني وأطفالي ..

فإذا بورقة طلاقي يحملها إلي مأمور المحكمة ، يبلغني بأنني أصبحت أيضا بلا زوج . خرجت من بيت زوجي بعشرات الآلاف من الدين والهم يطاردني و يهددني من أصحاب الشيكات ، يريدون تقديمها إلى المحاكم وعاش أطفالي مع زوجة الأب الجديدة ..مأساة تهوي بي وتشدني إلى القيد وجدران السجون ، وتحمّل أهلي ثمن غلطتي وسوء اختياري لشريك حياتي ، رغم نصح أبي ورفضه لذلك الزوج ، لكني أصررت و كنت أنا السبب ، ولا أبرء نفسي ......!!! فدفعوا عني تلك القروض لأصحابها ، لتدوس قدمي الشوك ، ولا تدوس ارض السجن ...وعدت ارتمي كطفلٍ في أحضاني الأبوة ، فأنسى الماضي ، وأعيش جمال الحياة في بيت إيماني ومملكة متماسكة ..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://gale.jordanforum.net
 
غلطتي وسوء اختياري
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
العنقاء :: الفئة الأولى :: المنتدى الأول-
انتقل الى: