ا
رجال نذروا أنفسهم *** بقلم الصحفي غالب سالم عيا صره آخر تحديث: الأربعاء, 28 مارس 2012 12:50 الأربعاء, 21 مارس 2012 13:16 الكاتب ADMINISTRATOR 0 التعليقات
ساعات عصيبة طويلة ، لحظات رجولة وكبرياء عزة وإيباء ، تضحية.. شجاعة.. قدرة ..تحمل وعطاء متواصل ، همة عالية تتصاعد كلما اشتد الابتلاء، حمي وطيس المعركة وزاد ليهبها ..شجاعة تُطفئ نيران الطائرات ، وتُحطم جنازير الدبابات ، لتهوي بالعدو وأهدافه إلى واد سحيق من الهزيمة والذل ، فيهرول مسرعا ..
يربط جنوده بسلاسل من حديد، كي لا يفروا من القتال ، مع كل نيرانه وخططه وقواته التي زجها ، لتجتاز نهر الأردن الخالد من محاور متعددة ، علها تخيف رجالا نذروا أنفسهم في سبيل الله ، للدفاع عن ثرى الوطن الغالي وقيادته وأهله ، ولمنع الأوغاد من تحقيق مأربهم ، باحتلال الأرض وأسر جنودها الأبطال ، وتشريد حرائر الأردن من الديار ولصق وصمة عار..
كان يوم الكرامة ، يوم رجولة أشرق بنيران المدافع ، قبل أن تشرق شمس السماء وحجب دخان القذائف وصوت الانفجار ، حب المال والولد ، ليبقى حب الشهادة ماثلا في عيون المؤمنين ، متوكلين على الله ، واثقين بان الله لن يخذلهم .. يسجدون ويركعون ويمدون أيديهم إلى السماء ، مهللين .. مكبرين ..." ربنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين " .
يلجون بالدعاء كما تلج مدافعهم بالنيران على عدوهم الغاشم ، تكويه وتدمره بنيرانها تحبط محاولاته بناء جسور للعبور ، تحرمه من إمداد قواته وإدامتها ، تمزق أشلاء من تبقى منهم على الأرض الأردنية .. تدفنه حيا .
ساعات لظى ،لا نزهة ولا شم هواء كما ادعى قادة جيش الانكسار من اليهود ، ولم تكن رحلة لتناول طعام الإفطار كما أرادها قادة اليهود الأوغاد ، انه صوت الجندي الأردني يدوي في ميدان الكرامة ، يسحق سامعه فيموت خوفا ، قبل أن يطلق عليه الرصاص . وتوسطت الشمس نهار ذلك اليوم العصيب على قوات العدو، تشارك نيران المدافع تحرق وتسحق العدو .
كان يوم فرح ونصر وفخار لجيشينا الباسل ، الذي سطر بدمه الزكي صفحة خالدة في تاريخ امتنا الماجدة فَكّسر شوكة هذا المتعجرف .. الطاغي المستبد المحتل ليعيده صاغرا مهزوما مدحورا ، يسحب خيبته ويجرها غرب النهر ، ويترك في ارض الكرامة الطاهرة النقية بقايا جثثه مبعثرة ، هنا .. وهناك ، تلوث الأرض .. وبعض آلياته المحترقة شاهدة على خيبته وذله .. وكانت الأرض عطشى فارتوت من دماء المحتل وأمعنت .