العنقاء
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


ادارة مؤتمرات ندوات تنظيم مهرجانات فنية وعقد دروات في مختلف المجالات الحياتية الانسانية
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 آســـــــــــف ... خطـــــأ طبـــــي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 152
تاريخ التسجيل : 06/02/2012

آســـــــــــف ... خطـــــأ طبـــــي  Empty
مُساهمةموضوع: آســـــــــــف ... خطـــــأ طبـــــي    آســـــــــــف ... خطـــــأ طبـــــي  Emptyالأحد فبراير 12, 2012 2:31 am

الأخبار:
امريكا تدرس دعم المشاريع الصغيرة في الاردن
البحث


تسجيل الدخول



تذكرني

نسيت كلمة السر ؟
نسيت إسم المستخدم ؟
Create an account
آســـــــــــف ... خطـــــأ طبـــــي
**** بقلم الصحفي غالب سالم عيا صره


..ووقف الجمع على صعيد واحد ، ظهيرة ذلك النهار أدوا الصلاة ، واستغفروا.. وسبحوا ما شاء الله لهم .. تسامحوا .. تصافحوا عن زلاتهم .. كأن يوم الحشر حلّ ،.. اصطف الجمع لصلاة الاستسقاء ، صفوفا متعاقبة ، كبر الإمام للصلاة .. رفع يديه إلى السماء اللهم غيثا مغيثا .. اللهم غيثا مغيثا .. وما زال يردد.. ويردد .. كلمات أذابت ثلج العيون ، فسالت على الخد دمعا تغرق الوجنات .. امرأة تساقط دمعها حائر بين الأرض وبين البقاء في مقلتها ، لكنه اختار النزول إلى الأرض ، استجابة لذكر الله ، خشية وطمعا ، تدلت تلك الدمعة تلامس جنين حبة قمح ، فأخرجت من قبرها سنبلة ، تعطي الخير وتحقق الأمل والرجاء ، وتغيث الناس ..

حكمة الله تتجلى في كل شيء ، يُسيل دمعة من عين ، تكون حياة وسقاية لمخلوق خلقه .. إيمانها بخالقها يحي فيها الرجاء و الدعاء ، بأن يهب لها ولدا ، بعد أن سار قطار العمر.. مضت سنوات وسنوات على زواجها ولم يتحقق الحمل .. كلام أهله يحاصر زوجها ، يدفعه للرضوخ ، والانصياع للزواج من غيرها ..

"عاقر لا تنجب ولن تنجب" حسب زعمهم ..استرسلت بالبكاء وأجْهِشَت ... قطع صوت الإمام صوت بكائها وهو يردد غيثا مغيثا فرددت في نفسها غيثا مغيثا ... ثم تابعت يا رب.. هب لي من يرثني .. يا رب لا تحرمني فأنت أهل المستضعفين، بقيت تردد تلك الكلمات مرات ومرات .. انتهت صلاة الاستسقاء ولم ينتهي ندائها الخفي... في صدرها يتردد ، وعينيها شاخصة إلى السماء . أحست براحة كبيرة وهي عائدة إلى بيتها .. أمل يراودها بأنها ستحمل ،رغم تأكيد أكثر من طبيب أن حالتها ميئوس منها .

جُنّ الليل مع غروب شمس النهار بظلمته المعهودة .... تلبدت السماء بالسحب شيئا فشيئا تُصادم بعضها ... ضوء وعصف قوي يشق ويخترق ظلمة الليل .. مطر يتساقط غزيرا ، فرحة تغمر النفوس .. هللت .. ابتهلت .. استجاب الله الدعاء بنزول المطر .. سأصبح أما عن قريب ،أحلام تدغدغ عواطفها ومشاعرها .. ماذا اسميه إن كان ولدا ؟ وان كان بنتا !! وأرخت الشراع ، لأمل تعبت ، ووهنت ، فكشف الله عنها الضر . . بدعاء خفي .. فكان الحمل ..

إنها توشك أن تضع حملها.. فتحت جزء من النافذة تذكرت اليوم الذي أدت فيه صلاة الاستسقاء .. دمعتها التي سالت على خدها ... مشهد المطر الآتي من السماء إلى الأرض يلبي النداء طواعية لله .. عادت وجلست على الأريكة .. ألم يغزوا خاصرتها .... أحضرت كأس من البابونج عله يُذهب الألم ..لكنه بقي ، يضغط على ظهرها وجذعها.. صاحت .. أسرعت ..اتصلت بأمها وزوجها.. وحُملت إلى المشفى .. دخلت غرفة الطوارئ .. بدأ الطبيب يعاين حالتها .... التفتَ إلى الأم قائلا تحتاج إلى دخول ... إنها حالة ولادة ... خذها لقسم الولادة .. وضعت في غرفة معزولة، ودخل الطبيب يقطع صمتها .. أعاد الفحص مرة أخرى ... وضعك يحتاج إلى يومين لحصول الولادة ، ثم تركها وخرج ، همس في أذن الممرضة انه سوف يغادر المشفى إلى بيته ، وإن استدعي الوضع اتصل بي . لم يكن في القسم غيرها من النساء .. ممرضة تتحرك من مكان إلى آخر عبر الممر، ثم ذهبت وغطت في نوم عميق ..

عاد الألم يحاصرها ويعتصر أحشائها من جديد ، .. صرخت .. استنجدت ، لا احد يجيب .. بقيت تصارع حالة ولادتها بنفسها دون معين ، الأم والزوج غادرا المشفى بناءا على توصية الطبيب .. حالتها عادية لا تستدعي بقائكم .. ومكثت تصيح وتصرخ نهضت وحاولت المسير ربما ترى أحدا يحضر لها الطبيب ،ولكن تعذر الوصول .. ألم المخاض اشتد يرافقه نزيف دموي .. أصيبت بصدمة عصبية سقطت على الأرض مغشيا عليها .. شلال دم يملأ غرفتها ويغرقها ... وبعد ساعة استيقظت الممرضة تتجول في القسم ، دخلت غرفة الولادة .. دماء وامرأة ممدة على الأرض ، راعها المنظر .. تركت الغرفة وأسرعت تطلب المساعدة من قسم الطوارئ ، اتصلت بالطبيب الذي غادر المشفى إلى بيته .. رد ..دكتور... بسرعة المرأة وضعها حرج .. كأنها ميتة .. وصل الطبيب المشفى و دخل غرفة الولادة حيث المرأة مُسجاة ..

تحتاج إلى عملية جراحية لإخراج المولود ..أمسك يدها إنها ميتة .. ميتة .. انقلوها إلى غرفة العمليات .. تناول مشرطه وبدون أن يخدرها ، شق بطنها ليخرج المولود .. فجاءة تحركت عادت الروح إلى الجسد .. .. صرخة كسرت صمت المكان ، توقفت يده عن الحركة ، وراحت ترتجف .. بسرعة طبيب التخدير . .. جرعة كبيرة من المخدر... جعلتها تغط في غيبوبة طويلة ، جُرحها ما زال مفتوحا .. دمها يتدفق .. سحب الطفل من بطنها ..أغلق الجرح ... مضت ساعة وساعة أخرى لم تستيقظ حاول الطبيب إيقاظها مرة تلو مرة.. ادر ك أن حالتها تستدعي نقلها .. اتصل مع زوجها واخبره بأن امرأته أنجبت بعملية ، وان المولود ذكرا وهو بخير.. وهي بحاجة لمفشى آخر وما زالت تحت تأثير المخدر ..

ركب الزوج سيارته تاركا عمله ،وصل غرفة الإنعاش .. اتكأ على سريرها نظر بغضب ثم خرج مسرعا للطبيب .. لم يجده . .. كان هناك طبيب آخر ، صرخ في وجهه وأرعد ، وقال .. وقال ... لم يرد الطبيب عليه بكلمة واحدة ، هدّأه وامتص غضبه ، ثم بادره قائلا " اكسب الوقت وخلينا ننقلها قبل أن تتدهور حالتها الصحية أكثر وأكثر ، وهناك رح تصحو من البنج " .. وصلت إلى المشفى الجديد دققوا البيانات والوثائق المرفقة .قاموا. بمجموعة من الفحوصات .. زيادة المادة المخدرة في الدم ..نقص حاد في الدم أدى إلى موت الدماغ ..حالتها سيئة ..إذا استيقظت قبل ثماني وأربعون ساعة ، يكتب لها الحياة بإذن الله .. جلس زوجها وأهلها ينتظرون أمام غرفة العناية الحثيثة ، يعدون ساعات بداية الحياة وميلادها ،فإن استردت وعيها نجت ، ونهايتها إن بقيت مغمضة جفنيها... خرجت شمس الدنيا ليومها الأول ثم غابت ، ثم خرجت ليومها الثاني ولم تصحو من غيبوبتها .. وخرج مع ظهيرة يومها ، خبر رحيلها إلى مثواها الأخير .
[b]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://gale.jordanforum.net
 
آســـــــــــف ... خطـــــأ طبـــــي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» آســـــــــــف ... خطـــــأ طبـــــي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
العنقاء :: مقالات و قصص-
انتقل الى: