العنقاء
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


ادارة مؤتمرات ندوات تنظيم مهرجانات فنية وعقد دروات في مختلف المجالات الحياتية الانسانية
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الضحية والجاني *** بقلم الصحفي غالب سالم عيا صره

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 152
تاريخ التسجيل : 06/02/2012

الضحية والجاني *** بقلم الصحفي غالب سالم عيا صره  Empty
مُساهمةموضوع: الضحية والجاني *** بقلم الصحفي غالب سالم عيا صره    الضحية والجاني *** بقلم الصحفي غالب سالم عيا صره  Emptyالثلاثاء أبريل 24, 2012 5:40 pm

الضحية والجاني *** بقلم الصحفي غالب سالم عيا صره


كل يوم يولد يكون عبئا ثقيلا ، وحزنا عميقا، يتوارى في خلجات صدرها ، وفي مآقيها حمرة نادرا ما تفارقها، من شدة غيظها وحنقها ، تضعف كلما أرادت أن تبوح بسر غامض يكاد يفجر صدرها .. امتشقت عباءتها ، وحملت شنطتها صبيحة يوم ربيعي ساحر... ركبت إلى جانب أبيها ، كي يوصلها إلى جامعتها ، ويتابع مسيره إلى عمله اليومي ... كسائق تكسي .

يتنقل من مكان إلى آخر ويطوف الشوارع ، بحثا عن أي راكب يقوم بخدمته إلى حيث يشاء ،هكذا حياته تبدأ من أول ساعة من النهار وحتى آخر ساعة تكون بعودته للبيت منهكا.. ليجد أبناءه قد دخلوا عالم النوم ، وزوجته يساورها النعاس ، إلا أنها تأبى أن تنام قبل حضوره.. تطمئن عليه .. تقدم له وجبة العشاء .. وتتفقد أطفالها.. تحاوره عن سبب تأخره يوميا ، وهو يجيبها بان الشغل هو السبب ، إلا أن قناعتها غير ذلك ، فهي تعرف نساءا كثيرات يعمل أزواجهن في المدينة ، ولديهم مجال أكثر للعمل ، لكن لا يوجد لديهن مشكلة كمشكلتها ، فهم على اتصال دائم مع زوجاتهم طيلة النهار، يتفقدون حاجاتهن بين الساعة والساعة ، إلا زوجها لا يكلف نفسه السؤال... يخرج معسرا ويعود معسرا ، على نفس الحالة التي خرج عليها ، يشتغل حتى ساعة متأخرة إلى ما بعد منتصف الليل .. ويرجع وقد جنى ، وجمع كل شر الأرض وسلاطين الجن .

يعانق وجهه الليل سوادا ..هكذا تعود أن يكون، تحاول أن تغير من طبعه ، لكن دون فائدة ، تتحدث إليه في ساعة نوم الأبناء كي يبقوا بعيدين عن المشكلة ، وعن أي حدث قد يؤثر على حياتهم..ويساهم في تفكيك أسرتها أو يقلبها جحيما فيشردهم ويهوي بهم في بحر الاكتئاب والضياع . وضعت العشاء.. أحضرت كأس شاي كبير وضعته أمامه وجلست ، نظر إليها ..عرف أن هناك وابل من الأسئلة تنتظر الإجابة .. راح يشغل نفسه في الأكل وتقليب المحطات ، لكنها بادرته بقولها الله يعطيك العافية .. شو اللي باخرك عن العودة إلى البيت .. وقبل أن يجيب أجابت .. أكيد رح تقول شغل .. إحنا ما بدنا شغلك بعد المغرب ، سكت برهة ثم وجد أن خير وسيلة للدفاع الهجوم، فدفع الطعام إليها بقوة .. ثم نهض واتجه إلى سريره وهو يقول بدل ما تشكريني.. بتعب طول النهار سرفيس للي يسوى واللي ما يسوى على شان أولادك ، كان الصوت عاليا أيقظ ابنته الجامعية التي شاهدته بالصدفة وهو يقوم بتصرفات يندى لها الجبين ،لكنها آثرت أن تخفي أخباره عن أمها ، عله يرجع عن أفعاله السيئة، بستر ودون أن يكون موقف إحراج ، ازداد الحوار سخونة واندفعت الزوجة بحزم تسأله عما حقق من المال،ففي كل يوم قصة نهايتها الإطاحة بكل قرش يجلبه ..فيوم السيارة تعطلت وقام بإصلاحها ويوم آخر أضاع نقوده ومحفظته ...ومرة لم يكن موفقا في العمل ... الخ من الادعاءات الكاذبة التي لا نهاية لها فوجدت زوجة أن الوضع لن يتغير وأنها أمام أمر يجب أن يحسم . .. فصاحب البيت الذي تسكنه يطلبها الإيجار والأولاد يلاحقونها بالطلبات باستمرار، وهي أمامهم لا تجد ما تجيب ، إلا بكلمات اعتادوا عليها " حتى يجيء أبوكم إن ـ شاء الله تفرج ـ " يجيء الأب وفي جيبه بضع دنانير ، لا تكفي وقودا لسيارته، كي يتابع عمله في اليوم التالي .

وراحت تضيق عليه الخناق بالأسئلة ..تحاصره وتستجوبه ، فهي تريد أن يقوم بواجباته ويحمي أطفالها ، ارتفع الصوت وأحست أن الجدال لن يجدي شيئا ، فأنهت حوارها وتركته ينام وفي الصباح استيقظ على صوت ابنته وهي تطلب من أمها ثمن كتاب ومصروفها الشخصي قامت الأم بإعطائها مصروفها ثم طلبت من ابنتها أن تمهلها يومين كي تدبر ثمن الكتاب .. كانت كلمات أمها تقرع أذنيها وتجول في فكرها ، فهي تعرف ا ن أباها يصرف كل ماهيته في اللهو والمجون، فكم رأت سيارته تنطلق تحمل فتيات اللهو والهوى، ليتناول معهن الغداء أو العشاء ثم يمضي سهرته برفقتهن ، ليعود مـتأخرا ، يتظاهر بالجوع والتعب ، وقد انفق كل ما جمعه على تلك الفتاه وغيرها ، وكم خالطتها الفكرة أن تتحدث لامها بما تعرف ، إلا أنها خائفة أن تكون سبب الفرقة والطلاق ، فكرت كثيرا في الأمر، فأرشدها عقلها إلى مكيدة ، تكسر عنق أبيها وتعيده إلى صوابه، مكيدة هي بطلتها والضحية والجاني في الوقت نفسه قامت باستدراج أباها إلى مصيدة .. استعارة ملابس من إحدى صديقاتها اللاتي تثق بهن ، خرجت من باب الجامعة بعد أن لبست.. وصبغت وسرحت شعرها.. ارتدت نظارة سوداء حتى لا يرى ملامحها.. وغيرت شكلها الذي تعود أباها أن يراها فيه .. لباس شرعي أسدلت الخمار على وجهها ثم اتصلت من هاتف زميلتها معه .. عذوبة كلام.. رقة ..نعومة.. استمتع بالمكالمة وأطال الحديث عشقها قبل أن يعرف من تكون ثم حددت معه السادسة مساء ساعة اللقاء .

كان يحسب الدقيقة ساعة فهو في شوق لصيد فتاة جديدة ، لا يعرفها إلا من خلال الهاتف .. والمكان واللباس الذي وصفته له ولا يعرف من تكون .. معجبة...فلا يهمه المال والصرف والبذخ ..خرجت بعد نهاية الدوام في تمام الساعة السادسة إلا ربعا بلباسها الجديد ، ابتعدت بضع أمتار عن بوابة الجامعة ، ووقفت تنتظر... وما هي إلا لحظات حتى حضر جلست في المقعد الخلفي دون أن تنظر إليه ، وراحت تشغل نفسها بالهاتف، حاول الكلام معها إلا أنها كانت تقضم كلماتها وتختصر بالأحرف حتى لا يكتشف من هي ؟ قالت نريد مكانا بعيدا عن الناس ، انطلق بسيارته مسرعا ثم انحرف ودخل شارع فرعي ، يؤدي إلى غابة .. توقف ونزل.. وقد احضر معه بعض المأكولات والعصائر .. فرش قطعة من سجاد على الأرض ، تفقد المكان بدقة ... وهي تراقبه ، بعدها اتجه إليها وفتح باب سيارته نزلت وقبل أن تجلس على السجادة و تمد يدها إلى الطعام ، قالت: " قبل كل شيء أعطيني اللي اتفقنا عليه وإلا ... " حاول أن يماطلها ، أصرت، فاخرج عشرون دينار من جيبه وناولها إياها ،عندها جلست على الأرض ، ثم أمسكت بيده، وقالت له اسحب النظارة عن عيني ، وارفع الخمار عن وجهي ، مد يده تناول النظارة ورفع الخمار، قالت له افعل ما تريد لكنه صدم.. رعشة أصابته تسمر وأصبح يتصبب عرقا ذهل أنها الحقيقة التي أخفاها كشف الله الستر عنه ففضحه أمام بنته هدأت من روعه ، وبدت ترشد عليه.. تبصره بما يعمل من معصية لله ، وأذى لمن هن في مثل سنها.. خففت عنه المأساة، بان لا تكشف سره أمام أمها ، ووعدها بانه لن يعود إلى معصية الله.. أعلن توبته، وحمل ابنته وركبا السيارة ليعودا إلى البيت ، ويشارك زوجته وأولاده ما جلب من طعام وعصائر مع الغروب ، تائبا داعيا الله أن يغفر له سوء عمله فعادة البركة والحياة الزوجية إلى صفائها من جديد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://gale.jordanforum.net
 
الضحية والجاني *** بقلم الصحفي غالب سالم عيا صره
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الضحية والجاني *** بقلم الصحفي غالب سالم عيا صره
» القتل .......من اجل ؟ *** بقلم الصحفي غالب سالم عياصره
» إرادة .. ونهضة شعب *** بقلم الصحفي غالب سالم عيا صره
» عاشقة ....الأرض*** بقلم الصحفي غالب سالم عيا صره
» المغترب ...والوافد !! *** بقلم الصحفي غالب سالم عيا صره

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
العنقاء :: الفئة الأولى :: المنتدى الأول-
انتقل الى: