العنقاء
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


ادارة مؤتمرات ندوات تنظيم مهرجانات فنية وعقد دروات في مختلف المجالات الحياتية الانسانية
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 فيض الوجدان

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 152
تاريخ التسجيل : 06/02/2012

فيض الوجدان Empty
مُساهمةموضوع: فيض الوجدان   فيض الوجدان Emptyالثلاثاء أبريل 24, 2012 5:47 pm


فيض الوجدان
(تحليل لنشيد المتقاعدين )
الصحفي غالب سالم عياصره
الشعر فيض وجدان و تألق خيال ، يسهم في الحث على الفضائل ، و تهذيب النفوس ، بعد أن كان مجرد تسلية و ملهاة ، هكذا بدأت الشاعرة عنود قصيدتها منكرة على الشباب الذين انضموا إلى قافلة الجيش العربي وعلى النفس اللعب ، وذلك راجع إلى الهمة العالية التي يتمتع بهاهؤلاء الشباب التي تبلغ عنان السماء ، و آلا مال العريضة التي تعكس القوة والعزيمة فتتعارض مع اللهو واللعب ، حيث يغلب على طابع القصيدة حب الوطن وتقديم الروح رخيصة كي يبقى عزيزا والوفاء للعهد والبيعة والصدق بالانتماء والولاء وتلبية النداء كي يبقى الوطن مرهوب الجانب الفخر والاعتزاز بالجود ببواكير العمر هدية تليق بصاحب الشأن الذي اهديت ولم يتأتى ذلك إلا المشقة وبذل الجهد المتمثل بحمل اللواء ويتجلى ذلك بقولها (حملنا لواء المجد في مَيعة الصبا ....فضاقت بنا ألأعمار في ساحه) ، و هذه المشقة نابعة من طبيعة الصراع بين الجيش العربي الباسل وجيش العدو المتغطرس ، الذي احتل الأرض ودنس المقدسات ، فاوجب الدفاع والكفاح والنضال ، بإعداد الألوية التي تحمل رسالة الأمة ، وتدافع عن أرضها وشرفها وكرامتها وعزتها .
وتجسد الشاعرة العنود ثقل الأمانة وأهميتها ،وصدق المحافظة على الراية واحتضانها بالعضد ، وعدم السماح بان تسقط أو تلامس الأرض ، فهي رمز ثباتنا وبقائنا، وصون عرضنا ، حيث تقول :
وَقفنا لها ألأرواح صونا لعِزها .... لتبقى على ألأيام مرهُوبة المجد
وذلك بإعداد الألوية التي مفردها اللواء وهو الراية التي لا يمسكها إلا صاحب الجيش ، القائد الفتي القوي بالشباب، الذي يهب حياته رخيصة من اجل أن يكون الوطن منيعا، ماجدا في السمو والشموخ،حيث نواة الجيش وصلابته تتأتى من "ميعة الصبا " وقد وفقَت الشاعرة بدقة التعبير والوصف ـ فالميعة ـ أول الشباب ، وقمة النشاط ، وعنفوان العطاء ، والأنفة والكبرياء، وأول بزوغ النهار ، نهار المجد وعنوانه، الراية التي عقدها سيد الخلق محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ، إلى زيد بن حارثة رضي الله عنه، وهو في ميعة شبابه، حيث تقلد وسام العز والرجولة، لأول راية تعقد للقتال خارج ارض الحجاز، لقتال اعتى قوة كانت آنذاك الفرس والروم .
وتستشف العنود شاعرتنا الأردنية من ذلك اللواء النبوي تلك الراية الهاشمية ، راية جيشنا العربي المرابط على ثرى القدس واللطرون وباب الواد ، في إشارة خفية إلى أن هذا الجيش المصطفوي الهاشمي بكافة ألوية ، هو امتداد لذلك الجيش المحمدي ، جيش أسامة بن زيد ،وخالد بن الوليد ، وعامر بن الجراح رضي الله عنهم أجمعين ، تلك الجيوش الإسلامية التي هزمت الروم وفتحت القدس ، فهي شجرة أصلها ثابت في التاريخ ، وفروعها ممتدة عبر الأزمنة إلى يومنا هذا .
وتطوف الشاعرة بخيالها الواسع إلى عمق الروح ، التي يضيق بها المكان والحال والجسد، من شدة حبها للشهادة ، تتزاحم تلك الأرواح في ساحة الوغى ـ غدوا ورواحا ـ كأنها تسابق حتفها ، من اجل نيل الشهادة فضاقت ساحة القتال وميادينها بالشهداء، الذين تزاحموا وتسابقوا لنيل الشهادة في سبيل الله بنفس راضية مطمئنة .ويتحقق ذلك المعنى في
....فضاقت بنا ألأعمار في ساحة
(مَنحنا الى ألأوطان ما شاء شأنُها .... فداء لها يا خير يا خير ما نَفدي
وكذلك جاءت القصيدة تتغنى بقيم اجتماعية نفيسة ، أرادت الشاعرة إبرازها وصقلها في بوتقة النص الشعري ، بأسلوب سهل ممتنع ، ثم وضبتها لتبرز تلك القيم الاجتماعية الرئيسية في حياة الإنسان ، ألا وهي صفة الجود والكرم ،والصدق والوفاء والثبات على المبادىء والفداء حيث لا نجد أكرم ممن يقدم نفسه هدية لوطنه ، فما أعظمها من هدية ، أن يقدم الإنسان أيام شبابه للوطن ، ليرتفع ويرتقي تقدما وأمنا ومكانة مرموقة بين بلدان العالم قاطبة فنجدها تقول:
(ويا جود من يهدي بواكير عمره .... لموطنه الغالي ويا عِزَ ما يُهدي)
وقد استخدمت الشاعرةالجناس وظيفة جمالية تزيينية ، و أخرى دلالية ، لتأكيد المعنى كي يرسخ بأذن المتلقي. .... (ونحشدها كالصخر في ساحة الحشد ) و لم تقتصر هذه الوظائف على الجانب الإيقاعي ، بل شملت الصور الشعرية أيضا ، حيث نجد النص غنيا بالصور الشعرية ، و من ذلك الاستعارة التصريحية ، للتعبير عن الفتوة والعمر و قوة الشباب ممثلة ب (مَيعة الصبا ) للدلالة على تلك المرحلة الغضة من حياة الإنسان.
بالإضافة إلى تكرار بعض الكلمات (وكنّا جنود الحق في كل حومة .... وأكْرِم بجُند الحق والصدق من جُند )، وإلى جانب الوظيفة التزيينة ،تقرر الشاعرة بان المتقاعدين ما زالوا على العهد والوعد متسلحين بالإيمان والطموح و الإرادة القوية ، والانتماء للوطن ، والوفاء والولاء للقيادة الهاشمية ، ممثلة بجلالة الملك عبد الله الثاني ـ حفظه الله ـ وتدلل على ذلك ، بأنه نابع من شيمهم السامية الرفيعة ، وأخلاقهم النبيلة ،فهم على أوهبت الاستعداد دائما وأبدا لتلبية نداء الوطن ، حتى يكون صخرة تحطم آمال كل من يريد بالأردن وقيادته وشعبه شرا .
والشاعرة العنود تسجل واقعا ملموسا ، فتسبر غور النفوس وتحاكي خلجات الصدور وتنقل صيحات حناجر المتقاعدين وهي تلبي النداء فتقول :
(وها نحن ما زلنا على العهد نلتقي .... وشيمتُنا ألأسمى البقاء على العهد)
تُلّبي إذا نادى المُنادي قلوبنا .... ونحشدها كالصخر في ساحة الحشد)
ويبقى الشعر في ذاته الصورة الأنقى ، والإيقاع الذي يراقص القلوب ، ويداعب الإحساس ، ويلامس بشفافية وحنان نفس الإنسان وروحه ، كي يروي ملاحم البطولة ، ويسطرها لحنا شجيا ، تنشده الحناجر، وتتغنى به الأجيال ، في ايام فرحها ،وحبها ومجد عطائها وسؤددها .

تحليل قصيدة العنود
حملنا لواء المجد في مَيعة الصبا ....فضاقت بنا ألأعمار في ساحة
مَنحنا الى ألأوطان ما شاء شأنُها .... فداء لها يا خير يا خير ما نَفدي
وَقفنا لها ألأرواح صونا لعِزها .... لتبقى على ألأيام مرهُوبة المجد
وكنّا جنود الحق في كل حومة .... وأكْرِم بجُند الحق والصدق من جُند
ويا جود من يهدي بواكير عمره .... لموطنه الغالي ويا عِزَ ما يُهدي
تباركت يا أردن نهرا وموئلا .... عرين أُباة الضَيم يا غابة ألأُسد
وها نحن ما زلنا على العهد نلتقي .... وشيمتُنا ألأسمى البقاء على العهد
تُلّبي إذا نادى المُنادي قلوبنا .... ونحشدها كالصخر في ساحة الحشد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://gale.jordanforum.net
 
فيض الوجدان
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
العنقاء :: الفئة الأولى :: المنتدى الأول-
انتقل الى: