العنقاء
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


ادارة مؤتمرات ندوات تنظيم مهرجانات فنية وعقد دروات في مختلف المجالات الحياتية الانسانية
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 تحت المقصلة *** بقلم غالب سالم عياصره

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 152
تاريخ التسجيل : 06/02/2012

تحت المقصلة *** بقلم غالب سالم عياصره  Empty
مُساهمةموضوع: تحت المقصلة *** بقلم غالب سالم عياصره    تحت المقصلة *** بقلم غالب سالم عياصره  Emptyالخميس مايو 03, 2012 4:07 am



كانت فلسفتها للحياة ترشدها أن تبقى آنسة خير لها ألف مرة من أن تكون أنثى متزوجة ، تشارك رجلا حياته.. تشاطره وتعيش تحت رحمة البقاء، أو الخروج من حياته لأي سبب... في خلدها آلاف الأسئلة والمبررات ، كي تبقى أنثى تفخر بأنها ما زالت حرة ، تتمتع بحياتها زهرة برية ، نبتت في شاهق بين الصخور الذكرية والأشواك الغجرية .. تعانق شمس النهار صباحا ومساءا، وتتنفس نسماته

..تموج بها الرياح في كل الاتجاهات.. تميل ..وتعود إلى طبيعتها ثابتة في مكانها ، لا يجرحها الشوك ولا تكسرها الصخور الذكرية .. فقوتها وصلابتها تلامس الظل وظلمة الليل ، وتقهر طوله ..تزيل شدة سواده بالسهر.. بين صفحات كتب .. وأبحاث ومحاضرات طيلة النهار ، تعود لنثرها في ظلمة ذلك الليل إلى أن تصلي الفجر .. تحرم نفسها النوم ..وتبتسم لطلوع القمر .. تتفجر دموعها أحيانا على صفحات كتاب ، وهي تحاول أن تجيب أسئلة حار عقلها ، وتوقفت الإجابة .. تحاول فلا تجد الجواب.. تذهب لامتحان قضت ليال تحضر.. تدرس لتحقق علامة متقدمة .

هذه هي الحياة بأصلها ورونقها ،هدف تصل إليه من خلال علم ومعرفة ، الوسيلة التي تُعينها على شق طريقها للعمل ، والاعتماد على النفس .. أحلام تعيشها منذ نعومة أظفارها وريعان شبابها.. أن تكون إنسانة متميزة بالعطاء ، تتقدم كغيرها ممن أبدعن في مجالات مختلفة من الحياة ، دخلن التاريخ العلمي والأدبي و...و..و... لا أن تراقص مرآتها وتلون في دفاترها صور كثيرة وغريبة ، تحرقها بعد أن تتعب في رسمها كل يوم،.. بل تعيش ساعة حرية وانطلاق، بين الأنوثة والذكورة المرحة .. والعلم والحياة ... تطرق أبواب السعادة تطلبها بشغف وحب ، وتحاكي الطبيعة بانصهار المخلوقات في بوتقتها .

لكنها مطاردة مع كل خطوة تخطوها من البشر ، شباب يلتفون حاولها ، يسعون للسيطرة عليها بكل حيلة ووسيلة ..وفتيات انغمسن في متاهات متعددة متنوعة من اللذة والعاطفة ، يردنها أن تحذوا حذوهن يجذبنها بحلو الكلام ورقة ، ليدخلنها عالم الشباب يصفنها أعذب الألقاب البراقة ، كي تشحذها وتتألق بسحرها فتطير في عالم حالم لا حدود له ولا ممنوعات عنده ، ولا محرمات..مساواة توحد الأفكار والأجساد ، وينتهي معها العيب ، والفرق بين الأنوثة والذكورة ...

بقيت تثابر وتتابع رحلتها ، إلى أن تخرجت من جامعتها ...لألاء بريق جهدها ..ثمر يانع..ومستوى مرموق .. وتحصيل علمي متقدم ،كانت الأولى على دفعتها .. رقصت ... فرحت .. زفت بالسيارات التي طافت الشوارع ، تملأ الحي بأصوات متعددة من الزوامير .. العاب نارية أضاءت سماء الليل ، ليمتد الفرح عبر ساعات متأخرة .. ليس أجمل من دموع تذرف لحظة سعادة... وثمرة التعب عبر السنوات .

وها هي تقف على عتبة جديدة للحياة ، لا تدري أين تحملها ، في أي مكان تضعها ، ليكون عمرها الوردي مزهرا بالعطاء ، فحبها ما زال يكبر بالأهداف العالية ..هنا يقف المصير المحتوم على خط سيرها ، شخص يتقدم لخطبتها ويرغب في الزواج منها ، محور من سنوات العمر رسمت دوائره حولها ، تدور في عالمه وهي لا تعرف أنها تسير إلى الاستقرار والمشاركة لرجل ضمن مؤسسة الزواج ، تلك سنوات العمر التي مرت دوائر مسافرة تقطع مسافات ، تباعد فرص زواج الفتيات ممن تقدم العمر بهن ، اختبار جديد غير مقروء.. معاييره مختلفة.. تقلب بين حب مسبق لشخص معين ، لم تمنحه الحياة تكوين نفسه ، أو لآخر تهيأت له فرصة و صادف فتاة العمر، فتقدم منها يعرض نفسه عليها ، ويتركها بين القبول بطلب الزواج دون معرفة سابقة ليغرس الحب أثناء وبعد الزواج ، تصادم فكري وصراع بين القبول والرفض .

لكن الزواج مرحلة لا بد من اجتيازها في رأيها . والأهل.. انساقت إلى سنة الحياة ومدة يدها توقع على ورقة القبول ، وترضى بمن يريدها أن تكون أما لأبنائه ، شهور قليلة مضت من عمرها هانئة في فتره خطبتها ، حاك لها خطيبها الحياة ونسجها بأجمل الكلمات ، رسم طريق السعادة والهناء .. كل شيء تعاون وتفاهم .. إلى أن دخلت معترك الحياة الزوجية ، وانتقلت من بيت الأبوة إلى الطاعة الزوجية ، فكانت أول صدمة تتلقها .. أنها ممنوعة من العمل ، وان عليها أن تكون ربة بيت فقط لا أكثر ، ضاعت سنوات العمر والسهر.. ودموع الليل ، المنسكبة عبر صفحات الكتب ، وفي ثناياها الألم .

كلها ذهبت أدراج الرياح، بكلمة لا ..لا..لا أريدك أن تعملي ولا اسمح بأي وظيفة كانت.. كل ما هو مطلوب أن تبقي ضمن محيط البيت وساحته ...خادمة ... وأعمال توافق هواه ، نسي كدها وأيام صراعها لان تكون الأولى على دفعتها وفي جامعتها ، ونسي هدفها أن تواصل دراستها معتمدة على نفسها في كل شيء ، بعد أن نالت منحة دراسية من جامعتها وعينت مساعدة تدريس .

تحطم حلمها وأصبحت حبيسة تنتظر من ينفق عليها وإن كان زوجها ، فلم تكن غايتها من الحياة الأكل والولادة ، حاولت أن تحاور زوجها تعنت في رأيه ، تدخل أهلها لثنيه عن قراره ، إلا انه زمجر وغضب وتعصب ، وبين الأخذ والرد وجدت أن لا تخسر زوجها ، فاختارت الاحتفاظ بالزوج على الوظيفة .. نحل جسمها من التفكير ، وتبدل حالها ، لكن الواقع فرض نفسه ، فكيف تنحاز للوظيفة وترغب عن زوجها .

وهي تعلم أن كل إناث الأرض في قفص الاتهام وتحت المقصلة ، وكل ذكور الأرض قضاه مخولين في إيقاع العقاب حسب الرغبة والتقدير القضائي الشخصي ، فليس هناك امرأة خارج قفص الاتهام رغم البراءة ، فهي من كتبت بيدها أن تكون ضمن القفص ، ووشحت ورقة عقد زواجها بتوقيعها أو وكيلا عنها ، والتي لم يكتب لها أن تتزوج هي الأخرى في قفص الأسئلة واللوم ، والأمل أن يكون لها النصيب .

ففي كل يوم تجد قضاة غلاظ ، أو معتدلين أو رحماء أو ........ إلى أن تصل أخر ذكر تزوج ، وأنيط به مهمة القضاء الزوجي ، وإصدار الحكم كيفما يشاء ، على من أصبحت ملكا بيديه ، وتحت رحمته ، وحسب رغبته ، أو ضنك الحياة ، يلعب في الحياة .. ينتقل بين فيافيها كما تتنقل النحلات من زهرة إلى زهره .. يمتص لذة اللحظات المشرقة من شبابها ، ثم يرمي بها إلى بيت أبيها ، أو إلى المحاكم النظامية ، كي تطالب ببعض فتات المال ، الذي وضع رهانا لملكيتها ، تحت بند عقد زواج ، لا تنال منه إلا اليسير .. كماء يتسرب من سطح أصابه بعض التشقق ..

لتبدأ معركتها وعراكها للحياة من جديد ،حينما تصبح امرأة مطلقة ، صدر عليها حكما من زوجها ، لم يكن يوما يحب الحياة ويقدسها ، بقدر ما يحب التلذذ بالحياة والتمتع ،من امرأة إلى أخرى ، وكأنهن قطع متنوعة من الحلوى ...وواجبه أن يتذوق ويرتشف من كل عبق الزهرات قطرة ، ثم يمض لا ليصنع عسلا بل كي يصنع مأساة . ..

وفي ميزان الحياة أزواج الصفاء ، يدهم ما زالت تشد حبل المقصلة ، لترفعها فوق عنق النساء، يعترفون بحق المرأة بان تبقى مطيعة لهم ، وان تشقى من اجل راحتهم ، وتكره ما يكرهون وتحب ما يحبون ، وهي الجسد المتحرك دون العقل والإرادة ، يلقي إليها مجموعة أعمال تنفذها فقط ، دون التأثير أو التعديل على المحتوى ، وإذا توقفت عن العطاء لمرض المَ أو مكروه أصابها ، أو نقص ميزان الجمال لديها ، يبدأ حبل المقصلة ينزل .. يقترب إلى أن يسقط بشفرة القاتلة .. شفرة الطلاق ، لتنهي رحلتها وتعود إلى مربعها الأول ، والى حال أسوء مما كانت تعانيه قبل زواجها ،أو بإبقائها امرأة على ذمته، يطيح بمملكتها وقتما يشاء. وحيث الموقف الصعب لا بد لها أن تختار إما الزوج أو العمل ولا خيار ثالث ، فاختارت زوجها .

وكتمت في قلبها ألما يعتصرها .. وأمل ، بان تعيش ككل النساء غير العاملات اللاتي لم يأبهن لهذا السيف المسلط على رقابهن ، والمقصلة المرفوعة فوق أعناقهن ، الممددة على المذبح بانتظار السقوط ..فهي من تدرك الحقائق .. وتتمتع بالمكائد .. وتعمل ما يكسر المقصلة ، ويوقف خاصية قطع حبل حياتها الزوجية، وراحت تسحب برقتها عصبيته زوجها وتصهره في بوتقتها كعجينة تشكله بيدها ، مع إبقائه في هيئته ومكانه ، رافعا يده ممسكا بحبل من هواء ، أدخلته إلى عالمها الواسع ، من مكر وخداع .. عبر دهاليز حياتها ، يلبي طلباتها .. في معرتك حياتها الخاصة والعامة، بين البناء والولادة وتربية الأبناء، وتركه في بحر من الطلبات الكثيرة الوفيرة ، التي ما ينتهي من احدها إلا ليأخذ بناصية الآخر ، مسرعا لا يتوقف في دوامة منذ الصباح إلى المساء ..

لتمر أيامه يوما بيوم.. وشهر بشهر ..وسنة تتبعها سنة ، إلى أن انكفاء على باكورة يتوكأ عليها ، أو إلى جدار يستند إليه ، غير قادر على إلقاء أي كلمة ، كانت تحميه وتحقق مآربه التي قد تتطلب التغير والتبديل ، وحرية الانتقال من امرأة إلى أخرى ، تحمل همومه وطبائعه . حرمها من حرية العمل والانتفاع بشهادتها فحرمته الراحة والسكون والانفلات ، حتى نام قرير العين على باكورته والشيب قد غطى رأسه .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://gale.jordanforum.net
 
تحت المقصلة *** بقلم غالب سالم عياصره
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» القتل .......من اجل ؟ *** بقلم الصحفي غالب سالم عياصره
» القتل .......من اجل ؟ *** بقلم الصحفي غالب سالم عياصره
» يته في الدنيا وبرزخه في الاخره... *** بقلم الصحفي غالب سالم عياصره
» بيته في الدنيا وبرزخه في الاخره... *** بقلم الصحفي غالب سالم عياصره
» محمية دبين جمال الحياة والطبيعة *** بقلم غالب سالم عياصره

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
العنقاء :: الفئة الأولى :: المنتدى الأول-
انتقل الى: